مع قرب فصل الشتاء يشعر كل رب أسرة في مخيمات اللاجئين السوريين بالقلق والرعب مما وصفوه بـ«الكابوس»، حيث يروى اللاجئ السوري من مخيم الزعتري يونس الحراكي القلق والخوف من الشتاء الذي ظهر على وجه كل أب أو مسؤول عن أسرة، ففي الشتاء الماضي معظم الأسر عانت من الحرائق أو الغرق، علاوة على الإصابات جراء الأمطار، أو شهدت الأسر انهيار لسقف «الكرفانة» الذي لم تتحمل وزن الثلوج. في الحقيقة المساعدات التي نحصل عليها لا تكفي لشراء الغاز طوال أشهر الشتاء من اجل التدفئة.
وأضاف: «أيضاً الخوف يلاحق اللاجئين في التجمعات العشوائية الذين ما زالوا الى هذه اللحظة يعيشون في الخيام التي لا تحتمل قوة الهواء العاصف والبرد الذي يصل أحيانا الى السالب وأحيانا كثيرة إلى درجات الصفر، وهذه التجمعات تكون بعيدة عن المراكز الطبية إذا تطلبت الحاجة لذلك. من المفترض أن تكون هنالك جهود دولية لحمايتنا من هذا الفصل وإعلان حالة الطوارئ من اجل تجهيز المنازل والمرافق، فمعظم الأسر أوضاعها المادية صعبة ولا تستطيع إجراء الإصلاحات اللازمة أو تأمين الأساسيات كالدواء والغذاء في حال اصبح هنالك تراكم للثلوج».
ويشكل فصل الشتاء هاجساً بالنسبة للاجئين السوريين المتواجدين في الأردن الذي شهد خلال السنوات الأخيرة أمطاراً غزيرة وثلوجاً تراكمت وسببت للاجئين حوادث وأضراراً متعددة، تركت في ذاكرتهم مشاهد سوداوية. فمن غرق المنازل وانهيارها إلى حرائق تسببت بها وسائل التدفئة المختلفة.
اللاجئون اليوم يستقبلون الشتاء والحيرة هي سيدة الموقف، فالإمكانيات لا تسمح لهم بإجراء الإصلاحات لمنازلهم، والمساعدات الدولية محدودة لن تفي بالغرض بحسب تعبيرهم، ويبقى الدعاء بالأمان هو المنجى الوحيد لهم.
مسؤولية دولية
عضو مجلس النواب الأردني خليل عطية اكد أنّ ملف اللاجئين مسؤولية دولية ولا تقع فقط على عاتق الأردن، وبالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الأردن فإنه لا يتخلى أو يقف متفرجاً على أي أزمة من الممكن ان يتعرض لها اللاجئون. وبالذات في فصل الشتاء وما يشهده الأردن من أمطار غزيرة وثلوج قد تتراكم وتشكل خطورة على كل أسرة سورية، فإن الاستعدادات والتجهيزات لهذا الموسم كفيلة بالتخفيف من الأضرار والسيطرة عليها قدر الإمكان، حماية لهم من كل ضرر.
وأضاف: «بكل تأكيد مجلس النواب حريص دوما على تناول الجوانب الأساسية في ملف اللاجئين، ولكن نأمل ونتطلع إلى تعاون دولي اكبر ومساندة للأردن الذي لم يتوان يومياً في تقديم ما يملك لمساعدة الأشقاء السوريين».
وبحسب تقديرات المفوضية فإن عدد اللاجئين السوريين المسجلين يبلغ حوالي 657 ألف لاجئ، في حين تصل التقديرات الرسمية إلى وجود 1.3 مليون منذ بداية الأزمة في عام 2011.
وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنها ستقدم 29.4 مليون دولار للاجئين السوريين في الأردن خلال الفترة الواقعة بين سبتمبر الماضي وحتى مارس المقبل، وتهدف خطة المفوضية للوصول إلى حوالي 397.7 ألف سوري، أي حوالي 96.2 ألف أسرة، في مخيمات اللاجئين وفي المناطق الحضرية، لتقديم مساعدات فصل الشتاء التي بدأت الشهر الجاري.
وأشارت الخطة إلى أن 113.7 ألف سوري سيتم دعمهم؛ أي حوالي 25.2 ألف أسرة، لمرة واحدة وكمساعدات نقدية شتوية لغاز التدفئة.
وحددت المفوضية في المناطق الحضرية 85 ألف أسرة محتاجة، وتخطط لمساعدة أكثر من 80 % من هؤلاء (71 ألف أسرة، 284 ألف فرد لمرة واحدة من خلال حزمة تغطي تكلفة جرات الغاز، لمدة 4 أشهر والبطانيات لكل فرد من أفراد الأسرة).
المصدر: البيان