التجوّل في قاعات متحف اللوفر أبوظبي يحمل لمن يقوم به المعرفة والمتعة. فالكنوز المعروضة تحكي تاريخ الإنسانية منذ فجرها. والأهم أنها تقدم نفسها للزائر، أو هكذا أراد المنظمون، بمنهجية علمية. فكل قاعة من القاعات تختص بجانب معين، أو حضارة محددة، أو حقبة من حقب التاريخ.
«الاتحاد» جالت في قاعة «القرى الأولى»، بحسب اللوحة التعريفية على مدخلها. هنا في هذه القاعة سوف تعود إلى أسلاف الأسلاف وما خلفوه للأجيال، التقاطات إبداعية من الحياة التي كانوا عليها. في هذه القاعة، حيث يستقبل (فيديو) تعريفي عن المعروضات، نتجول بين الكثير من التحف والمنحوتات، ومنها تماثيل من سوريا وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى الأدوات البدائية التي كان تستخدم في الزراعة، مثل الفؤوس المتعددة الأشكال والأحجام والأدوات الحرفية الأخرى، وبعضها للاستخدام المنزلي. من هذه المعروضات نصل إلى شكل ورقة الغار من «فرنسا» دوردونييمن، بين 22000 – 18000 سنة قبل الميلاد، وقرص: «بي» للاستخدام في الطقوس من حضارة كيميا، في الصين بين 2300-1500 سنة قبل الميلاد، وتحف أخرى تعود إلى نشأة الممالك الأولى منذ نحو ثلاثة آلاف سنة للملكة السومرية، ودرع فرنسا، مارميس 1000-800 قبل الميلاد، وهو من البرونز.
وخلال التجول بين هذه التحف، كان رواد المتحف يقفون بتمعن أمام كل قطعة، منهم من يكتفي بالنظر، ومنهم من يعمد إلى تدوين بعض المعلومات الواردة في اللوحات التعريفية، أو ربما يسجلون انطباعاتهم عن مشاهداتهم. من هؤلاء وين فرينغوا من كندا الذي يقول: «يضم المتحف مجموعة جميلة جداً ومتنوعة، وكنت زرت اللوفر في باريس، لكن وجود هذا المتحف في أبوظبي يجعل زيارته ميسورة لأبناء الإمارات والمنطقة وجميع من يقيم فيها. وعبر وين فرينغوا، عن إعجابه الشديد بروعة التصميم وجمال البناء في تشييد لوفر أبوظبي، إضافة إلى مجموعة التحف التي يضمها بحيث تمثل الشرق والغرب، مما يشير إلى الانفتاح الثقافي على العالم».
وتقول: لي جو من الصين: أنا مقيمة في الإمارات منذ 8 سنوات، وأتابع النشاط الثقافي للإمارات وانفتاحه على جميع شعوب العالم، والمتحف يعتبر إضافة كبيرة للفن والثقافة.
ويؤكد علاء عسيري الذي قدم مع عائلته من السعودية، أن إقامة اللوفر أبوظبي بالمنطقة سوف يحدث إثراء ثقافياً وفنياً كبيراً، ويضيف: كنا نذهب إلى المتاحف في مصر وتركيا وفرنسا لنتعرف على مكنونات التحف التاريخية، لكن أبوظبي سهلت الزيارة على مجتمع الخليج بإقامة اللوفر. مبروك لنا جميعاً هذا الإنجاز التاريخي المهم.
ومن الإمارات يقول محمد عبدالله: وجود نسخة من متحف اللوفر في أبوظبي، إنجاز ثقافي مهم جداً وجديد في العالم، وبدلاً من أن نسافر إلى فرنسا يكون في أرضنا والناس يأتون للإمارات.
المصدر: الاتحاد