المبتعثون.. عندما يعودون!

آراء

جاء في تقرير «الشرق» قبل أمس، عن السعوديين المبتعثين للدراسة في الخارج، أن عددهم 120 ألف مبتعث.
القليل منهم مبتعث من جهة عمله. أي أنه سيعود من دراسته لوظيفته المضمونة سلفاً. لكن الغالبية من المبتعثين اليوم سيعودون ليبدأوا مشوار البحث عن وظيفة. أي سيعودون وهم «على باب الله».

السؤال هنا: ماذا يمكن أن تفعله المؤسسات المعنية بتوظيف شبابنا لاستثمار تجربة المبتعث وظيفياً قبل أن تشوهها سنوات الانتظار بحثاً عن وظيفة؟ أعرف أن الحصول على وظيفة اليوم هو حلم الآلاف من شبابنا سواء كانوا من خريجي الجامعات المحلية أم من خريجي جامعات الابتعاث. لكنني أتساءل إن كان هناك خطط عملية للتنسيق مع شركات القطاع الخاص تحديداً لتوظيف بعض المبتعثين قبل عودتهم.

أدرك أن المسألة أكثر تعقيداً من هكذا اقتراح لكن يبقى السؤال الكبير: ماذا أعددنا لعشرات الآلاف من المبتعثين بعد عودتهم؟ يخبرني مدير «بيت السعودة» في الرياض، قبل مدة، أن لديه قائمة تضم ألف باحث عن وظيفة من العائدين من الابتعاث. بعضم في قائمة الانتظار منذ أكثر من سنة. أتمنى ألا تكون «بطالة المبتعثين» تصنيف جديد لقائمة البطالة في بلادنا.

هؤلاء، غادروا بلادهم للدراسة في الخارج بأحلام كبيرة. وسيعودون لوطنهم بأحلام كثيرة. وإن لم يجدوا مؤسسات تستثمر تجربتهم و حماسهم للعمل فسيتلاشى – سريعاً – وهج التجربة مع وطأة الانتظار القاتل للوظيفة. ما الحل إذن؟ لا أعرف! لكنني أدعو الله صادقاً أن يعين المؤسسات المعنية بتوظيف شبابنا على ابتكار حلول عملية لتوظيف الشباب و استثمار طاقاتهم بما يخدم التنمية في بلادنا.

كان الله في عون المسؤول المخلص عن توظيف شبابنا: كيف ستنام له عين وهو يعرف أن الآلاف من شباب وطنه في قائمة الانتظار القاتل للوظيفة؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١١٢) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٥-٠٣-٢٠١٢)