كاتب إماراتي
من الطبيعي جداً أن تتفاوت وتختلف اهتمامات المواطنين، فما يهمني قد لا يهم غيري، وما يهم غيري قد لا يهمني إطلاقاً، لذلك يحاول المجلس الوطني الاتحادي من خلال لجانه المختلفة مناقشة القوانين والقضايا المختلفة، حسب الرؤية الخاصة للأعضاء التي قد تختلف من عضو لآخر.
من يرد أن يذكر اسمه بالخير سيخلص في العمل، وسيبذل كل ما في وسعه لراحة المواطنين.
وقد أثارت توصيات المجلس الوطني أخيراً جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنّ التوصيات كانت تشمل العديد من المحاور، إلا أنّ هناك من تجاهل جميع التوصيات وانتقد توصية واحدة على أساس أنها التوصية الوحيدة التي خرج بها المجلس، وهو أشبه بمن ترك كل النقاط الحسنة وركز على نقطة واحدة لا تعجبه.
كان الاعتراض واضحاً من خلال الذين يعترضون دائماً على كل ما له علاقة بتعدد الزواج ودعم الزواج الثاني وزيادة منحة صندوق الزواج ومضاعفة علاوة الأبناء، بحجة أنّ هذه النقاط ليست ذات أهمية، بل إنهم يتمنون لو يتم منع الزواج الثاني وتعدد الزوجات بحجج واهية، ولو سلمنا جدلاً أن التوصية ليست ذات أهمية، فلا أعرف لماذا يتم تجاهل توصيات عديدة أخرى مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية، وإنشاء مراكز للإصلاح والتوجيه الأسري في كل إمارة، وتسهيل الحصول على المساكن الحكومية للمقبلين على الزواج، وتقديم المساعدات الاجتماعية للخريجين العاطلين عن العمل.
شخصياً، انتقدت المجلس في مقالات سابقة، ليس تقليلاً من الأعضاء وإنما لوجود ملفات مهمة ينبغي للمجلس مناقشتها باعتبارها تهم جميع فئات المجتمع، في المقابل أستغرب ممن يحاول انتقاص جهود المجلس الوطني الذي أراه في الآونة الأخيرة أكثر نشاطاً وفعالية في مناقشة قضايا مهمة تتعلق بالشأن الاجتماعي والاقتصادي خصوصاً.
أعضاء المجلس الوطني لا يملكون العصا السحرية لتغيير كل شيء، صحيح أن هناك من لم نسمع صوته ولا أعتقد أننا سنسمع صوته مستقبلاً، مع ذلك هناك العديد من الأعضاء الكرام الذين يتواصلون مع المواطنين لمناقشة القضايا المختلفة، ويبذلون كل ما في وسعهم لخدمة الوطن والمواطن بكل إخلاص وتفانٍ.
عضوية المجلس الوطني مسؤولية وليست ترفاً وجوازاً خاصاً ومزايا متعددة، من يرد أن يذكر اسمه بالخير سيخلص في العمل وسيبذل كل ما في وسعه لراحة المواطنين، وأما من ارتأى النزهة في جلسات المجلس فهذا لن يذكره أحد.
المصدر: الإمارات اليوم