وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
استطاع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن يجعلني أزور الكثير من المواقع التي تتحدث عن الطائف تاريخياً وأثرياً وكان مرافقي عبد الله الدوس دائماً يرتب وجود مرافق يستطيع تقديم معلومات وافية عن المواقع التراثية، وقبل أن أزور سوق الطائف القديمة استطعت مشاهدة بعض المساجد القديمة التي تظهر بداية بناء المساجد بطريقة مبسطة جداً وهناك مسجد دعوع، وقبل أن ندخل المسجد وجدت هناك لوحة مكتوبة على المدخل تقول إنه لم يثبت مرور الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة ولا السلف الصالح بهذا المكان.. والسبب في كتابة هذه المعلومات هو اعتقاد الناس أن سيدنا محمد قد صلى وبارك هذا المسجد لذلك يوجد الكثير من البدع الغريبة على الدين الإسلامي ويأتي بعض الناس للتبرك بهذا المكان ولمس الحوائط لاعتقادهم في الزيارة النبوية.
والمسجد بسيط جداً معمارياً وعلى المدخل نجد زير مياه، أما المسجد نفسه فيتكون من صالتين مفروشتين بالسجاد، والصالة الثانية يوجد بها القبلة ولا تقام الصلاة في المسجد، ولكن تزوره الوفود، وفي بعض الأحيان يصلون فيه. وهذا المكان يتبع هيئة السياحة والتراث الوطني.
أما المسجد الثاني الذي زرته ويرافقني المرشد السياحي مشعل عوض هو مسجد القنطرة، وعلى بابه لوحة عليها نص يحذر الناس من البدع، وتشير الكتابة إلى أن الرسول لم يأتِ إلى هذا المكان، والمسجد مدخله مبني من الحجر وتوجد حجرة علوية ملحقة بالمسجد الذي يتكون من صالة واسعة ذات سقف من الخشب مسنود بعمودين داخله، وتوجد بالحوائط كوات لوضع المصاحف، أما المئذنة فهي جميلة جداً وطولها نحو 15 متراً وهي تُظهر البداية لبناء المآذن في بداية العصر الإسلامي، وقد تعرض هذا المسجد لحريق ولكن تم إنقاذه.
وأعتقد أن خطوات الأمير سلطان بن سلمان في إنقاذ الآثار السعودية تسير بخطى كبيرة، وقد عرفت أن هناك مشروعاً لترميم المسجدين، وخصوصاً مسجد القنطرة. أما الذي لاحظته هو أن المساجد لا يوجد بها حراس أو أثريون لإمكان الحفاظ عليها لأنني أعتقد أن هذين المسجدين يعتبران من أهم الآثار الإسلامية، لأنها تعطينا فكرة رائعة عن عمارة المساجد في بداية العصر الإسلامي.
وشكل هذه المساجد جعل العامة يعتقدون أن الرسول قد صلى فيها، لذلك فهم يتبركون بها. وهناك نوع آخر من العمارة وهي القصور التاريخية وهي تمتع المواطنين ومنها قصر الكاتب والقصر الحديدي، وقد كتب عن هذه القصور الراوي حماد الساعي.
وهذه القصور لا تتبع هيئة السياحة والتراث الوطني لأن أصحابها يغالون جداً في بيعها وأعتقد أن الطريقة الوحيدة لشراء هذه القصور هي تسجيلها أثرياً، وبالتالي لن يستطيع صاحب هذا القصر أن يقوم بأي عمل تجديد أو ترميم إلا بعد الرجوع للهيئة، ولذلك لن يجد أمامه غير طريق واحد وهو بيع القصر للدولة، وهذه الطريقة قد اتبعتها بالنسبة للقصور التاريخية بمصر ومنها قصور مهمة في شارع شامبليون بالقاهرة والمنصورة وأسيوط.
المصدر: الشرق الأوسط