كاتب سعودي
أسلم فان دورين السياسي الهولندي الذي لم يتوقف هو وأعضاء حزبه المتطرف عن الإساءة للإسلام والقرآن الكريم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بمناسبة ومن دون مناسبة، هدى الله فان دورين إلى دين الحق ونطق الشهادتين عبر تغريدة في تويتر قبل أن يشهر إسلامه في مسجد (السنة) في لاهاي، وهو المسجد ذاته الذي كان عرضة لهجوم دائم من قبل حزب فان دورين.
وقبل يومين جاء فان دورين إلى السعودية كي يقوم بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر عكاظ حول زيارة فان دورين لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرجل الذي كان في يوم من الأيام أحد المنتجين لفيلم قصير حمل إساءات بالغة للإسلام إلى درجة أن دور العرض الهولندية رفضت عرضه، وقد التقى فان دورين خلال زيارته هذه إمامي الحرم المدني الشريف ثم ذهب إلى العمرة ليستقبله الشيخ السديس في مكتبه ويهديه نسخة من القرآن الكريم.
بالطبع نزل هذا الخبر كالصاعقة على أعضاء حزبه المتطرف المعادي للإسلام لدرجة أنهم لم يصدقوا الأمر في البداية، ولكن بالنسبة لنا كمسلمين فإن هذه الحادثة ليست غريبة على الإطلاق فالكثيرون على مر التاريخ كانوا على عداء شديد من الإسلام والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في اللحظة التي تبحروا خلالها في هذا الدين العظيم بغرض اكتشاف عيوبه اكتشفوا أنه لا يوجد خيار في هذه الدنيا أفضل من اعتناقه.
لا أدري لم تذكرت أثناء قراءتي لهذا الخبر قصة أكثر من شخص اتهم محليا بتهمة الإساءة للدين الحنيف أو التعرض لمقام النبي صلى الله عليه وسلم رغم أن بعضهم مهما بلغ خطأه ومهما تم تأويل كلماته فإن إساءته لا تعد شيئا أمام إساءات فان دورين للدين الحنيف؟، بعض هؤلاء تراجع عن خطأه عبر تويتر مثل فان دورين بالضبط ولكن تراجعهم لم يكترث به أحد بل اتخذه البعض حجة عليهم بينما صاحبت عملية إسلام فان دورين احتفالية واضحة.. فما هو الفرق بين الحالتين؟
هل يمكن أن يكون السبب أن فان دورين قام بتلك الإساءات قبل أن يسلم بينما هؤلاء المتهمون بالإساءة لايحق لهم العودة عن خطئهم لأن الواحد منهم ارتكب هذا الخطأ الشنيع وهو مسلم؟!، أم أن الأمر نابع من اعتقادنا بأن فان دورين صحح موقفه عن قناعة راسخة بينما هؤلاء تراجعوا بدافع الخوف من العقاب الشرعي؟، كيف فتشنا قلوبهم كي نتأكد من ذلك؟!.
باختصار لا أعلم حقيقة الفارق بين الحالتين ولكن ما أعلمه علم اليقين أن الإسلام أعظم من أن تنال منه هرطقات السفهاء والطائشين ومقام الرسول صلى الله عليه وسلم أعز وأكرم وأشرف من أن تطاله إساءات الجهلة والحاقدين.. ومن تاب فأمره إلى الله.. والله غفور رحيم.
المصدر: عكاظ