المقال الــ 101

آراء

أمس، مائة يوم مرت منذ إصدار «الشرق». وكانت مائة يوم حافلة بالدهشة والإثارة والفضول والبحث الذي لا ينقطع عن أفكار لهذه «المغامرة».

كانت ومازالت «مغامرة» مثيرة، لكنها لم تخل من قصور أو بعض المخاطر. مستحيل أن تكتب زاوية يومية وتزعم الدقة وصحة الرأي دائماً. لكنني -صدقاً- أُذكر نفسي يومياً أنني أكتب وعيني على القارئ الكريم.
أعود كثيراً للمقالة الأولى من هذه الزاوية، إنها بمثابة «عقد» أدبي ومهني بيني وبين قارئ «المغامرة».

نخطئ في الوسط الصحفي حينما نهمل القارئ الحقيقي ونكتب وعيوننا على زملاء المهنة.
كأننا نكتب من أجل زملاء الوسط الصحفي لا من أجل القارئ من خارج أوساطنا، لكنني تعلمت الدرس جيداً ووضعت القارئ الكريم نصب العين والعقل والقلب. ولهذا لم أخضع، لا من قريب أو بعيد، للنقد المبطن الذي يصل أحياناً عبر «الوسطاء» أو من خلال تعليقات بعض زملاء المهنة على شبكات التواصل الاجتماعي ممن يتعالون -بجهالة- على هموم القارئ وقضاياه.

بعضهم يسخر من الكتابة التي تحفز على التفكير والإبداع وتشحذ الهمم. يريدونك أن تكتب ما في بالهم هم لا ما في بالك أنت. بعضهم يريد أن يصنع منك مناضلاً بطلاً وهم جالسون في بيوتهم أو ساهرون في استراحتهم. أو تكون «كبش فداء» أفكارهم السياسية وهم غارقون في متابعة البرامج السياسية على الجزيرة

والعربية في منازلهم! ولهذا أقول لبعض الزملاء، اعذروني -يا فلاسفة عصركم- إن لم ترق مقالاتي لطموحاتكم ومشروعاتكم وبطولاتكم. فأنا لم أعد أكتب لكم. بل لم أعد أهتم برأيكم.
فإن تسهم بعض كلماتي في فتح نافذة أمل أمام شاب واحد من قرائي خير عندي وأكثر نفعاً من كل نقدكم ومدحكم!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٠١) صفحة (٣٥) بتاريخ (١٤-٠٣-٢٠١٢)