خلال 22 ساعة و20 دقيقة تقلبت مواقف الجماهير السعودية وأحاديثها، إذ خصصت الجماهير ظهيرة يوم أول من أمس (الجمعة) لمراقبة نزال أستراليا وكوريا الجنوبية قبل أن تفرح بضمان الثاني مقعد الصدارة، منتظرة منتخبها لملاقاة «الشمشون»، إلا أن كل الآمال تحولت إلى نكات بعد سقوط المنتخب السعودي أمام نظيره الأوزبكي بثلاثة أهداف في مقابل هدف ظهر أمس.
الجماهير السعودية التي اعتبر أغلبها لقاء أوزبكستان فرصة مؤكدة للفرح، ستذكر تلك المباراة وذلك الخصم كجزء من ماضٍ رياضي هزيل، بعد أن عجز «الأخضر» عن تحقيق الحد الأدنى من الطموحات وهو التعادل لبلوغ الدور الثاني، إذ استقبلت شباكه ثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد للمنتخب سجله محمد السهلاوي.
قبل المباراة ناقشت الجماهير السعودية معظم جوانب القوة والضعف لمنتخب كوريا الجنوبية، وعرضت تاريخ اللقاءات التي جمعته بالمنتخب السعودي، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، حين أكد أن تأهل كوريا هو فأل خير على «الأخضر، الذي نجح في كل مرة تجاوزه وبلوغ النهائي، تلك النقاشات لم تخصص حتى على جوانبها تحليلات مباراة أوزبكستان المنتظرة بحكم أن «الأخضر» يملك فرصتين للتأهل فيها.
حافظت الجماهير السعودية على ثقتها بقدرات منتخبها، على رغم تأخره بهدف مبكر، وحاولت بث الرسائل الإيجابية فيما بينها، حتى الشوط الأول ينتهي بالنتيجة ذاتها، وفي الشوط الثاني كان لها ما أرادت بعد أن نجح محمد السهلاوي بتسجيل هدف التعادل من ركلة جزاء، فعادت الجماهير لتمجيد اللاعب مباركة هدفه الثالث في البطولة، بعد تقدم الخصم بهدف ثانٍ، وبدأ القلق وغاب الطموح، أما حين اهتزت الشباك للمرة الثالثة فتحول المشهد كلياً.
الجماهير ذاتها التي كانت ضمنت التأهل في وقت سابق من اليوم تحولت قبل نهاية لقاء أوزبكستان إلى جماهير أخرى لا يعنيها المنتخب السعودي، النقد وكالعادة طال كل شيء بدءاً باللاعبين ونهاية بالمنظومة الرياضية بأسرها، الإعلام الرياضي نال نصيبه من النقد، وكذلك التعصب الجماهيري.
زيارة صغيرة لحسابات شهيرة في «تويتر»، وعبر جولة مختصرة في حساب أي من المغردين السعوديين خلال الساعات الـ22، تكشف لك وبوضوح حجم الصدمة التي عاشتها الجماهير السعودية، على مدى أسبوع مقبل سيناقش الرياضيون كل شيء قبل أن يعود ثانية لحرب الأندية والتعصب، لتعود المشكلات السابقة ذاتها لتطفو على سطح المشهد.
المصدر: الحياة