كيف ينجح المرء في بيئة لا تهيئ للمرء سبل النجاح؟ وكيف يفشل آخر في بيئة مهيأ فيها كل أسباب النجاح؟ النجاح منظومة متكاملة يتداخل فيها الحظ مع التعليم مع الجهد مع المغامرة ومع أشياء أخرى، نعرفها ولا نعرفها. والأهم أن نعرف معنى النجاح؟ للأسف فإن النجاح عندنا يختزل في الثراء أو في المنصب الكبير! النجاح عندي أن تصل إلى هدفك الذي رسمته بنفسك لنفسك. الإنسان الطموح لا يرضى بدون ما تمناه لنفسه.
فإن أغلق في وجهه باب طرق أبوابا أخرى. وإن ضاقت به أرض رحل لأخرى. الناجح ينتصر دوماً لنفسه بالمحاولة من جديد. إنه يرفع سقف طموحه كلما حقق هدفه.
النجاح مسيرة مستمرة لا تتوقف عند منجز واحد نتقاعد بعده. ثمة وصفة مشتركة للنجاح: تحديد الهدف ثم العمل مع الإصرار على الوصول إليه. لا تنتظر أن يطرق النجاح باب بيتك وأنت على سرير نومك. ولا تقل إن أبواب النجاح مغلقة لأن باباً سد في وجهك.
اقرأ في تجربة النجاح وستجد أن العمل مفتاحه. وأن الصبر من شروطه. وأن حب ما تعمل يعجل بالوصول إليه. ليس شرطاً أن ترث الملايين كي تبدأ تجارتك ولا أن تكون سليل عائلة لها حظوة كي تحقق ذاتك.
أبواب النجاح كثيرة. ومفتاحها العمل والصبر والإيمان. تذكر دوماً أن النجاح يعني -من ضمن ما يعنيه- أن تحقق هدفك. فهل عرفت هدفك أولاً؟ لا تبتأس إن لم تعرفه الآن فكم منا من قضى نصف عمره قبل أن يعرف هدفه. وكم من تجربة نجاح تحققت بعد سنوات من الضياع.
ولا تقل إن الوقت قد فات وعبثاً أن ابدأ الآن! النجاح تجربة مستمرة يمكننا أن نعيشها في كل الأعمار وتحت وطأة أصعب الظروف.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٣) صفحة (١٧) بتاريخ (٢٦-٠١-٢٠١٢)