كاتب وصحفي سعودي
ولد سيف الشيشكلي عام 1981 في الرياض لأب سعودي وأم ألمانية. والده رجل أعمال يملك شركة ناجحة لمكافحة الحشرات. لها فروع في أنحاء المملكة كافة. درس سيف في مدارس نجد الأهلية. وحرص والداه على تدريسه اللغتين العربية والألمانية، إضافة إلى الإنجليزية، ليتأسس جيدا مبكرا فيها. عندما اجتاز الأول ثانوي قرر والداه أن يبعثاه إلى أمريكا للدراسة في مدرسة داخلية لتطوير لغته ومهاراته المعرفية استعدادا للدخول في جامعة مرموقة في الولايات المتحدة. نجحت خطتهما. تم قبوله في جامعة تافتس المتميزة في العلاقات الدولية في ولاية ماساتشوسيتس. تخصص في العلاقات الدولية والإحصاء الكمي. قرر سيف أن تكون اليابان هي محطته التدريبية قبل التخرج ليتعلم شيئا وثقافة مختلفة. وقع في غرامها منذ أن وطئت قدماه أرض مطارها. من فرط عشقه لها شرع في تعلم لغتها. انتهى تدريبه في طوكيو بنجاح. لكن بدأ ولعه باليابان. عاد إلى أمريكا وقلبه في شرق آسيا. أنفق فترة اختباراته في التفكير كثيرا باليابان وقليلا بدراسته. قبل أن يتلقى نتيجة فصله الدراسي النهائي كتب رسالة إلى محمد جميل، مدير مجموعة عبداللطيف جميل المحدودة، وكيل شركة تويوتا اليابانية في السعودية، شرح فيها مسيرته التعليمية وشغفه باليابان ورغبته في العمل في مجال يقربه من هذه المنطقة الثرية عمليا على حد تعبيره. أرسل له مكتب محمد جميل أن المدير سيسعد بمقابلته. تزامن هذا الرد مع نبأ تخرجه في الجامعة. حزم حقائبه وعاد إلى جدة. المقابلة لم تدم طويلا. قبل فورا. عمل عامين في السعودية. أسهم في جعل كتاب (سياسة تويوتا) لجيفري لايكر منهجا لكل موظف في “تويوتا” السعودية بعد أن أهداه لمدير المجموعة. حقق سيف في جدة نجاحا كبيرا فابتعثته الشركة إلى اليابان. عمل في مركز “تويوتا” الرئيس في أكثر من قطاع. طور لغته وثقافته اليابانية. لاحظ خلال عمله في “تويوتا” أن شركة بورش الألمانية تستخدم مصطلحات يابانية في موقعها الإلكتروني الألماني فأرسل لها مستفسرا. كتب إيميله بلغة ألمانية. فوجئ (البورشويون) برسالة بلغة ألمانية تصلهم من معقل “تويوتا” الذين يستنسخون أسلوبهم الإداري. شعروا أن سيف صيد ثمين. قالوا له سنجيب عن كل أسئلتك عندما تزورنا. بعثوا له تذكرة. وصل إلى ألمانيا وتلقى عرضا مغريا للعمل في بورش. أكمل في الشركة الألمانية أربع سنوات. حينها شعر سيف أن العمل للآخرين صفحة يجب أن يطويها. فتح شركته الخاصة في دبي التي تساعد الشركات على وضع سياسات إدارية فعالة. أسهم في نجاح كبير لشركات في الخليج وهو مازال في العقد الثالث. سر نجاح سيف أنه جائع. جائع للمعرفة واللغات والنجاح. النصر للجوعى.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/04/09/article_947842.html