قالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي مدير عام مكتب «إكسبو 2020 دبي»، ريم إبراهيم الهاشمي، إن العمل في معرض «إكسبو 2020» يسير وفق المخطط الزمني، بل يتخطاه في بعض المحاور، مشيرة إلى الانتهاء من تسوية الأرضية على أن يبدأ العمل في إرساء البنية التحتية للمعرض اعتباراً من الشهر المقبل.
وأضافت الهاشمي خلال «جلسة مع مسؤول»، نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس، أن وزارة التعاون الدولي تترجم نهج الإمارات في توثيق علاقاتها بالعالم، لافتة إلى السعي لاستضافة أكثر من 180 دولة خلال «إكسبو 2020».
توثيق العلاقات
وتفصيلاً، أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي مدير عام مكتب «إكسبو 2020 دبي»، ريم إبراهيم الهاشمي، أن وزارة التعاون الدولي تعمل على توثيق علاقات الدولة بمختلف دول العالم، إدراكاً من القيادة الرشيدة للحاجة الملحة إلى تطوير مزيد من السياسات الرامية إلى تعزيز أطر التعاون، والعمل على مواجهة التحديات التي يشهدها العالم والمنطقة.
وقالت الهاشمي إن «إكسبو 2020» ما هو إلا تجسيد لرغبة دولة الإمارات في لعب دور محوري في توصيل رسالة إيجابية حول المنطقة إلى العالم، بالاستفادة من هذا الحدث الضخم الذي يعد منصة مثالية للتعبير عن آمالنا وطموحاتنا ورسالتنا للعالم، وفرصة مثالية لعرض إنجازات النهضة الشاملة التي تشهدها دولتنا في القطاعات كافة، ولاسيما في مجال تنمية الإنسان، مشددة على دور الإعلام كشريك محوري في تحقيق هذا الهدف، كونه شريكاً أساسياً في تعزيز النهضة الشاملة لدولة الإمارات.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس، ضمن سلسلة «جلسة مع مسؤول»، بمشاركة مجموعة من رؤساء تحرير الصحف المحلية والأجنبية العاملة في الدولة بمقر المكتب، بحضور المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المرّي، فقد تحدثت الهاشمي عن الدور الذي تضطلع به كوزيرة دولة للتعاون الدولي، وما يشمله من مسؤوليات، وتطرقت للعديد من الموضوعات التي تتعلق بالإعداد لـ«إكسبو»، وكيفية الاستفادة من نتائج «إكسبو»، لاسيما لفئات الشباب ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، منوهة بأن الإعلام كان دوماً شريكاً رئيساً في مسيرة التنمية الإماراتية وداعماً للإنجازات الكبيرة التي تحققت في إطارها.
مشروعات تنموية
وأوضحت الهاشمي أن مساعدات دولة الإمارات التي تحرص على تقديمها للمجتمعات النامية، والتي تتصدر قائمتها عالمياً من حيث النسبة من إجمالي الناتج المحلي للدولة، لا تقتصر فقط على العون المالي، بل تذهب إلى عمق استراتيجي أهم عن طريق تأسيس نهج جديد قائم على الدعم من خلال المشروعات التنموية التي تصب في مصلحة الدول المتلقية بالمزيد من النتائج الإيجابية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تعمل على تطوير فرص جديدة للتعاون الدولي القائم على مشاركة الخبرات التي راكمتها على مدار سنوات في مجالات عدة، في مقدمتها إدارة الموانئ والمطارات، والطاقة المتجددة، والترويج السياحي، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من المنظمات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن القيادة الإماراتية الرشيدة حددت نهجاً واضحاً أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، ألا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المتلقية لها، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، حتى باتت الدولة تحظى باحترام وتقدير في المحافل الدولية كافة، لاسيما في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى تقديم يد العون لكل من يحتاجها في مختلف أنحاء العالم.
حلقة تواصل
وأكدت الهاشمي أن شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» الذي تم اختياره لدورة «إكسبو 2020»، هو في واقع الأمر شعار رفعه أجدادنا منذ آلاف السنين، وأن تصميم شعار المعرض المستوحى من إحدى المشغولات الذهبية التي عُثر عليها في موقع «صاروج الحديد» التاريخي، يمثل رسالة للعالم بأن الإمارات كانت دوماً وستظل حلقة تواصل مهمة ومحطة لالتقاء الشعوب والحضارات.
وذكرت أن التنسيق يُجرى مع العديد من الأطراف والجهات للربط بين استضافة الدولة لـ«إكسبو 2020»، والاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات في عام 2021، على أن يتم الإعلان لاحقاً عن التفاصيل وعن الأفكار المقترح تنفيذها.
البنية التحتية
وعن الاستعدادات لـ«إكسبو 2020»، قالت الهاشمي، إن الفترة المتبقية قبل الافتتاح تبلغ 1575 يوماً، وإن كل الأعمال تجري وفق المخطط الزمني، بل تتخطاه في بعض المحاور، إذ تم تحريك 50 ألف طن من الرمال والانتهاء من تسوية الأرضية على أن يبدأ العمل في إرساء البنية التحتية اعتباراً من الشهر المقبل، موضحة أن أعمال البناء من طرف الجهة المنظمة ستنتهي قبل الحدث بعام كامل، على أن تنتهي الأعمال الإنشائية والتجهيزية من قبل الدول المشاركة ضمن الأجنحة التي تختار أن تتولى تشييدها بنفسها قبل بدء المعرض بأربعة شهور على الأقل.
وأضافت أنه في ظل السعي لاستضافة أكثر من 180 دولة خلال الحدث، يعمل فريق «إكسبو» على تطوير سياسة متكاملة لأطر التعاون والشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص ليس فقط داخل الدولة بل وخارجها أيضاً، وذلك لما يمثله «إكسبو» من منصة مهمة وفرصة مواتية أمام المنطقة لتقديم رسالتها الإيجابية إلى العالم، مشيرة إلى أن «إكسبو 2020 دبي»، الذي تصل فترة انعقاده إلى ستة أشهر، يعزز الطموحات التنموية للمنطقة ويفتح آفاقاً غير مسبوقة للتعاون مع دول العالم كافة.
اهتمام خاص
ولفتت الهاشمي إلى أن الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة يحظون باهتمام خاص في مرحلة الإعداد لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير، إذ تم اتخاذ العديد من التدابير التي تيسر مشاركة تلك المشروعات بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشركة «تجاري» للشراء الاستراتيجي، والتي ستتيح المجال أمام عدد كبير من هذه الشركات للمشاركة في المناقصات التجارية للمشروعات المزمع تنفيذها لاستضافة المعرض، كما تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تمكين الشركات المنتمية إلى هذا القطاع المهم من تحقيق أعلى استفادة من هذه الفرصة.
وبينت الهاشمي أنه سيتم الاستفادة من منطقة استضافة «إكسبو 2020» بشكل متكامل بعد انتهائه، إذ سيتم مواصلة البناء والعمران فيها بما يتماشى مع طبيعتها ومع طبيعة المناطق المجاورة لها، والتي ستكون بمثابة مدينة جديدة بما تضمه من منشآت وخدمات ومرافق، وتعد امتداداً طبيعياً للإمارة، مشيرة إلى أن فريق «إكسبو» قام بدراسة عميقة للمعارض السابقة لاسيما ذات التجارب المتميزة، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من الحدث قبيل وأثناء وبعد انعقاده.
وأفادت الهاشمي بأن فريق «إكسبو» يعمل حالياً على تطوير شراكات مع مختلف المؤسسات الوطنية، إذ جاءت «طيران الإمارات» في مقدمة الأطراف التي تعاونا معها، لافتة في الإطار ذاته إلى أن فريق العمل حريص على تعميق التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص.
تطوع الشباب
وعن دور المتطوعين من الشباب الإماراتي خلال انعقاد الحدث، أكدت الهاشمي أن نجاح «إكسبو 2020 دبي»، يتوقف على مجهود مختلف الأطراف المشاركة، وأن مشاركة شباب وبنات الإمارات سيكون لها دور فاعل في دعم الحدث بقوة، نظراً لأنهم بمثابة سفراء للوطن في هذه المنصة التي ستضم ممثلي أكثر من 180 دولة من مختلف أنحاء العالم، موضحة أن التطوع سيشمل أيضاً المقيمين في الدولة، نظراً لما يحمله من رسالة تعبّر عن روح دولة الإمارات، التي تعتمد في عمليات التنمية كافة على التنوع الثقافي والتناغم التام الذي يميز مجتمع الإمارات.
وأكدت أن دبي تعمل حالياً، وفي ضوء ما تملكه من خبرات متميزة في مجال استضافة الفعاليات الكبرى وبنية أساسية متطورة عالمية المستوى، على الإعداد لدورة ستكون استثنائية بمعايير ترقى إلى المستوى الذي يليق بمكانة دولة الإمارات، ويترجم حرصها دائماً على التميز في شتى المجالات.
وحول أكبر المشاركات المتوقعة في المعرض، ذكرت المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي»، أن المشاركات المتوقعة في الحدث ستكون من جميع أنحاء العالم.
المصدر: الإمارات اليوم