الهلال الإماراتي تهب واقفة لإشفاء الطفلة اليمنية إمارات محمد، وبترياق المحبة ونخوة أهل هذا الوطن، استطاعت الطفلة إمارات محمد أن تتعافى من المرض الخبيث الذي ألم بساقها، وتتمكن من التفاؤل بطفولة سعيدة لا يعرقلها المرض، ولا تعيقها الحاجة، ولا تعكر صفو عفويتها عازة.
هذه وثبة إماراتية من وثبات على مستوى العالم تحققها دولة الإمارات إيماناً من القيادة الرشيدة بأن للعون صوناً، وأن لوثبات الخير شعاع أمل واسع الحدقات، يعم الشقيق والصديق، وهي جينة إماراتية فريدة تتمتع بها سياسة دولة قامت على نشر الفضيلة في عموم الكرة الأرضية، وهو مبدأ ثابت لا يتزعزع، وهي قيم راسخة في العقل والوجدان امتلكتها الإمارات دون سائر الأوطان، متخذة من فضيلة العطاء سلوكاً، ومن اليد الممدودة طريقاً لمد الإنسانية بأقدس ما قامت عليه الحضارات، ونشأت في غضونه الأمم الراقية.
الطفلة اليمنية اليوم تنظر إلى قدمها المتعافية، وترفع اليدين الصغيرتين، وتشكر الله أولاً ثم الإمارات التي هيأت لها من أمرها سبيل العافية، وغداً تكبر هذه الطفلة ومعها تكبر مشاعر الثناء والعرفان لكل من ساهم في إعادة الابتسامة إلى ثغرها الصغير وكل من سعى، وكل من حمل رسالة ألمها وغلفه بظرف التسامي وخطَّ على صفحته كلمة لبيك، هذه الطفلة هذه الفراشة هذه الروح التي تدفقت فرحاً لمجرد أن نامت ليلة بلا ألم، وصحت مع شروق الشمس تبحث عن درب يؤدي بها إلى مشاعر كأنها مخمل على ساعد الزمن، هذه الطفلة اليوم عندما تقارن بين الأمس واليوم تقول بملء الفم شكراً الإمارات الحبيبة، شكراً الهلال الأحمر الإماراتي، لقد أتقنت قراءة الآلام على وجوه المتألمين، ووثبت حيادك تلبي نداء المستغيث، شكراً للأيادي الرحيمة والتي ما أن تلامس أناملها جبين المحتاج إلا وقد نمت في عينيه سنابل الأمان والثقة بالله بأنه والعافية رفيقا حياة، وفي الطريق إلى مستقبل زاهٍ بالطموحات والأهداف السامية.
هذه هي الإمارات، وهذه هي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، البلسم لكل متألم، وترياق فرح لكل مكلوم، وغصن زيتون لكل محروم.
هذه هي سجية بلد خرجت من مدرسة رجل الإنسانية والذي بنى الوجدان الإماراتي على أسس الحب والتضامن مع الآخر، والسير قدماً نحو المستقبل، محملاً بمسؤوليات وطنية وإنسانية، هذه هي سمة بلاد لم تتعطل عربتها يوماً وهي ذاهبة إلى عمل الخير، لأن مبادئ زايد الخير، طيب الله ثراه، تحرسها وتكللها بالمجد المجيد، ومساعي الحلم الجميل تطوق وجدان من قال للناس أجمعين «لا تشلون هم»، رئيس دولة ترعرعت قيمها على ابتسامته العفوية، ونمت أغصانها الفواحة على أسس مبادئه الأخلاقية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة العطاء والخير الجزيل.
فشكراً للذين تفيض أياديهم عطاءً.
المصدر: الاتحاد