تشارك دولة الإمارات، اليوم، مملكة البحرين الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ 50، الذي يصادف الـ 16 من ديسمبر من كل عام، وسط احتفاء ومشاركة رسمية وشعبية تعكس مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وتشهد الإمارات بالمناسبة مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة وتتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم البحريني ومظاهر احتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية، إلى جانب برنامج احتفالي خاص بالمناسبة في «إكسبو 2020 دبي».
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة. وتعد العلاقات بين البلدين إحدى أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون. وتتخذ العلاقات الإماراتية البحرينية منذ عام 2000 أبعاداً وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك بعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما، حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، حيث سجل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 20,13 مليار درهم في عام 2020، فيما بلغ خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري نحو 14 مليار درهم. وترتبط الإمارات والبحرين بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بينهما خلال الفترة الماضية، كما وقع البلدان الشقيقان خلال السنوات الأخيرة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة، من أبرزها، استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية، ومذكرة تفاهم المؤهلات وضمان الجودة، ومذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية، كما وقّع البلدان اتفاقية دراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بين المجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وغير ذلك من المجالات المتعددة للتعاون. ويجمع البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة. ووقع البلدان خلال السنوات السابقة العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين، وفي هذا الإطار جاء مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي تدعمه الإمارات والذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي في مدينة المحرق وغيره من المواقع التراثية.
المصدر: وام