مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
ربما تتذكرون تلك السيدة الاسكتلندية «سوزان بويل» التي ظهرت بشكل مفاجئ في برنامج اكتشاف المواهب الشهير (بريطانيا جوت تالنت) عام 2009، بدت تلك السيدة يومها مثالاً واضحاً لامرأة قروية تقليدية جداً وفي أواخر أربعينياتها، حتى إن رئيس اللجنة يومها عاملها بتهكم وسخرية معتادة لديه، عمّا جاءت تفعله في البرنامج!!
عندما صدحت بويل بالغناء، وتردد صوتها السوبرانو الساحر في أرجاء الاستوديو الشاسع، أصيب الجميع بسكتة ذهول حقيقية، تجاوزت بعدها جدران الاستوديو وحدود بريطانيا لتصبح مطربة عالمية بكل معنى الكلمة وتفوقت على نجوم كبار.
لقد ذهبت أبحث في حافظة صور بويل على شبكة الإنترنت بعد سنوات من الشهرة والأضواء، فلم أجد ذلك التغيير الذي توقعته أن يحصل لنجمة اختيرت للغناء أمام ملكة بريطانيا بمناسبة اليوبيل الماسيّ لتولي الملكة عرش بريطانيا عام 2012، أي بعد أقل من أربع سنوات من انطلاقها في عالم الغناء!! ألا يبدو ذلك غريباً بالنسبة لامرأة أصبحت تمتلك ثروة تقدر بـ 35 مليون دولار؟!
نتوقع كمعجبين وجمهور أن نحظى ببعض الصور التي تثير التعليقات ومكامن الدهشة فينا، لأن هذا ما تعودنا عليه في عالمنا العربي على الأقل، فالبدناء يجرون جراحات عاجلة لإنقاص أوزانهم، وعمليات تجميلية للحصول على وجوه أجمل وأصغر وأكثر نضارة وشباباً، تلك متطلبات الشهرة والوجود تحت الأضواء، لماذا بقيت بويل على بساطتها إذن؟ ربما لأن سوزان بويل وصلت لشاطئ الشهرة والأضواء متأخرة كثيراً وفي عمر يغادر فيه الإنسان ذلك النزق الخاص بالاهتمام الكبير والمبالغ فيه بالشكل والثياب و… إلخ، ويصير التركيز منصباً على الجوهر وعلى الصوت والظهور والرسالة! وربما تقف الطبيعة الاسكتلندية المحافظة والمقترة وراء ذلك (ربما وليس من المؤكد)! إن الأغنية التي أطلقت بويل في عالم الشهرة عام 2009 كانت «حلمتُ حلماً» والتي حطمت الأرقام القياسية في المبيعات على مر العصور، فماذا كان حلم بويل يومها عندما سألتها اللجنة عن حلمها؟ هي قالت: حلمي الغناء، أريد أن أكون مثل إلين بيج، والتي هي واحدة من أشهر المغنيات البريطانيات في ذلك الوقت.
وقد كان لها ما أرادت، إنه الحلم الذي حولها لأيقونة من الإلهام!
المصدر: البيان