أعلنت لجنة التحقيق في حادث الطائرة المصرية من طراز «إير باص 320»، التي سقطت في مياه البحر المتوسط في 24 مايو/أيار الماضي، أنها تمكنت، أمس الخميس، من انتشال مسجل محادثات قمرة قيادة الطائرة، بعد العثور عليه.
وأضافت اللجنة في بيانها رقم 9، الذي أصدرته، عصر أمس، أن السفينة «جون ليتربريدج»، المؤجرة من الحكومة المصرية، للمشاركة في أعمال البحث عن حطام الطائرة، عثرت على الجهاز، وتم انتشاله على مراحل عدة، حيث إنه وجد في حالة تحطم، مؤكداً أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة، والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل.
وأضافت اللجنة أنه تم إخطار النيابة العامة، التي أصدرت قرارها بتسليمه إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث، لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات، وأنه تجرى حالياً ترتيبات لعملية نقل الجهاز من السفينة إلى الإسكندرية، حيث سيكون في استقباله مسؤولو النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق.
وكانت اللجنة قد قالت بيان لها، مساء أول أمس، حمل رقم 8: إن السفينة «جون ليثربيدج»، قامت بتحديد عدة مواقع رئيسية لحطام الطائرة، وأنه تمت موافاة لجنة التحقيق بأول الصور الملتقطة للحطام من أحد هذه المواقع، مضيفة أن فريق البحث والمحققين المتواجدين على السفينة قاموا بعمل خريطة لتوزيع أجزاء الحطام، بعد أن تم تحديد موقعه بمنطقة البحث، مشيرة إلى أنه تم على الفور عقد اجتماع بين أعضاء لجنة التحقيق لدراسة ما تم إنجازه من أعمال في الفترة السابقة، ووضع تصور للتعامل مع الحطام في الفترة المقبلة.
وأوضحت اللجنة أن أجزاء الحطام التي تم انتشالها من قبل لاتزال في حوزة الأدلة الجنائية، بإشراف النيابة لاتخاذ الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، مشيرة إلى أنه سيتم نقلها إلى لجنة التحقيق الفني، حال الانتهاء من تلك الإجراءات.
وقال مصدر مقرب من التحقيق لفرانس برس إن «ما تم العثور عليه حتى الآن هو أجزاء صغيرة من جسم الطائرة تمكن الروبوت (الذي يعمل تحت الماء) من رصدها، مساء الأربعاء، أثناء عملية التمشيط التي يقوم بها في الليل والنهار منذ عدة أيام في نطاق محدد، إلّا أنه لم يتم بعد تحديد الموقع للصندوقين الأسودين، وسيستمر تمشيط قاع البحر حتى العثور عليهما».
وأكدت شركة إيرباص الفرنسية لصناعة الطائرات في بيان، صباح الخميس، أن الصندوقين الأسودين وحدهما «بإمكانهما المساعدة في فهم كامل لتسلسل الأحداث التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي». وأكدت إيرباص بذلك ما قاله المحققون المصريون الذين أعلنوا مساء الأربعاء أن الروبوت رصد وصور أجزاء من حطام الطائرة. ويجرى البحث في نطاق محدد على بعد قرابة 290 كلم شمال السواحل المصرية، بين هذه السواحل وجزيرة كريت اليونانية. ويقول المحققون إن أعماق البحر في هذه المنطقة تصل إلى 3 آلاف متر بحد أقصى.
ويتولى توجيه الروبوت الغاطس عن بعد أفراد طاقم السفينة «جون ليثبريدج» التابعة لشركة ديب أوشون سيرش (دي أو إس) ومقرها في موريشيوس وهي متخصصة في البحث عن الحطام على أعماق كبرى للغاية.
المصدر: الخليج