الإرهاب هو الإرهاب، مهما اختلف شكل الإرهابي، أو الحزب الذي ينتمي إليه، سلوكهم متشابه، وأهدافهم متشابه، واستغلال الدين، ووضعه غطاء وساتراً لأفعال إجرامية، أيضاً متشابهان، وأسوأ ما في الإرهاب أنه ضد استقرار وأمن البشر، وهذا أمر مخالف لتعليمات الدين الإسلامي بشكل واضح وصريح.

التنظيمات الإرهابية خطر يهدد المنطقة والعالم، وهي رديف مشترك لمعنى القتل والدمار والعنف، وهذا ما بدا واضحاً في المكلا اليمنية، حيث يتمركز تنظيم القاعدة، ويمارس العنف والإرهاب ضد الدولة وضد المدنيين، فكان لابد من محاربته والقضاء عليه، وهذا ما كان من قوات التحالف العربية بقيادة المملكة السعودية، التي دعمت قوات الجيش اليمني الشرعي، وشنت حملة عسكرية ضد التنظيم الإرهابي في المحافظات اليمنية الجنوبية، أسفرت عن تحرير ساحل حضرموت بالكامل، وبسط نفوذ الحكومة اليمنية على مدينة المكلا وبقية المدن.

ومن دون شك فإن تطهير المكلا وبقية المدن من الإرهابيين، سيمكن الشرعية اليمنية من القيام بواجباتها، وإدارة المدينة بشكل يراعي مصلحة الشعب اليمني، وسيسهل دخول المساعدات الإنسانية لأهالي المنطقة، وإعادة الأمن والسلم والاستقرار للشعب الذي عانى كثيراً جراء فقدانه هذه الحقوق بوجود تنظيمات إرهابية تعيث في الأرض عُنفاً وفساداً، خصوصاً أن سيطرة تنظيم القاعدة على ميناء المكلا ألحقت أضراراً بالغة بالاقتصاد اليمني، وأدت إلى حصار جائر على الشعب اليمني، كون الميناء هو المنفذ البحري المهم في حضرموت والمطل على بحر العرب.

الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش الشرعي اليمني، بدعم من قوات المملكة السعودية، وأبطال قواتنا المسلحة، تحت مظلة التحالف العربي، أدت إلى كسر شوكة التنظيم في المناطق المحررة، لكن الحملة لاتزال مستمرة، فالتنظيمات الإرهابية بالغة التعقيد من الناحية التنظيمية، وهي تستدرج الجهلاء والبسطاء من العامة من خلال التغرير بهم باستخدام مصطلحات وأفكار ولغة دينية، وهذا ما يجعل القضاء على التنظيم، كفكر ملوث، صعباً في فترة قصيرة.

لكن مع ذلك، فالانتصارات الميدانية لها دور كبير ومؤثر في تعجيل سقوط هذا التنظيم الإرهابي، وغيره من التنظيمات الشبيهة، وفي عودة الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار للمدن والدولة اليمنية، خصوصاً أن المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة تعيش معاناة إنسانية صعبة، والتحالف لن يقف متفرجاً، ولن يتخلى عن واجباته الأساسية في نصرة الشعب اليمني، من المتمردين والإرهابيين على حد سواء.

جهود التحالف العربي في محاربة الإرهاب باليمن تنسجم تماماً مع الجهود الدولية في القضاء على التنظيمات الإجرامية التي تهدد الإنسانية جمعاء، وتنسجم كذلك مع الحرب الدولية ضد الإرهاب بشكل عام، والسعودية والإمارات عازمتان على مواصلة دعم الشرعية اليمنية في فرض الأمن والاستقرار، وعازمتان على الحيلولة دون تحول اليمن إلى دولة فاشلة تتنازعها قوى الظلام والإرهاب.

المصدر: الإمارات اليوم