انطلاق المرحلة الثانية للانتخابات البلدية بلبنان.. وتراجع شعبية حزب الله

أخبار

انطلقت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان أمس الاحد في محافظة جبل لبنان، حيث فتحت صناديق الاقتراع عند السابعة صباحا امام الناخبين، في استحقاق يجري على عدة مراحل لم تشهده البلاد منذ ست سنوات.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها وسط اجراءات امنية امام الناخبين في جبل لبنان والذين بلغ عددهم، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية، «834768 ناخبا».

وتشهد العديد من مدن وبلدات جبل لبنان معارك انتخابية حامية يطغى عليها الطابع السياسي والعائلي. وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الاحزاب وزعماء الطوائف. اما في البلدات والقرى الصغيرة، فيتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية.

وتجري في مدينة جبيل عملية انتخابية استثنائية اذ تتنافس على 18 مقعدا في المجلس البلدي لائحة «جبيل أحلى» المدعومة من احزاب سياسية تقليدية مع السيدة كلود مرجي من حركة «مواطنون ومواطنات» التي تحمل شعار «المواطنية» وتقدم نفسها بديلا عن مشروع السلطة الحالي.

وكانت المرحلة الاولى من العملية الانتخابية انطلقت في الثامن من مايو في محافظات البقاع وبعلبك – الهرمل (شرق) وبيروت، وهي تجري على مراحل في محافظات لبنان الخمس الاخرى حتى 29 مايو. وهي عملية الاقتراع الاولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، اذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد في وقت لم ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية على الرغم من مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الازمة السياسية.

وأظهرت نتائج الانتخابات البلدية في بيروت تراجع شعبية حزب الله، ومنحت بالمقابل زخما سياسيا عميقا لتيار المستقبل بقيادة سعد الحريري الذي فازت لائحته «البيارتة» بنتيجتها حيث فازت بمقاعد المجلس البلدي في بيروت.

وكان للانتخابات البلدية في أقضية بيروت والبقاع وراشيا في لبنان طعمٌ آخر هذا العام، ولم يكن هذا الاستحقاق الدستوري «بلديا ـ أو إنمائيا» كما اعتادت عليه في السنوات الماضية، بل كان استحقاقا سياسيا بامتياز، كشف الأرضية السياسية والشعبية للأحزاب والقوى المختلفة، إن كان على الصعيد الشعبي، أو فيما يتعلق بالحلفاء والخصوم.

ونجح تيار «المستقبل» بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في تكريس المناصفة التي أقرها اتفاق الطائف في العام 1990،، حيث تمكن من «ضرب عصفورين بحجر واحد»، بتحقيقه انجازاً سياسياً وآخر شعبياً عبرإعادة توحيد الصفوف، وبأنه لا يزال زعيم السنة في لبنان.

وكشفت نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة في بيروت، أنه برغم كل الكلام الذي روجه الخصوم عن ضعف القاعدة الشعبية لـتيار المستقبل وسعد الحريري، فقد ثبت ان هذا الحديث في غير مكانه، وفرضت النتائج على تيار المستقبل بالمقابل، أن يقدم على تغيير نمط العمل التنظيمي ـ الداخلي، وإتاحة المجال أمام القوى الشابة لإبداء رأيها وفتح المشاركة بشكل أكبر بالنقاش على مستوى القاعدة».

من جهته، تلقى حزب الله صفعة في الانتخابات السابقة، وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت في بعلبك على سبيل المثال، انخفاض شعبيته؛ نتيجة لانخراطه في الحرب في سوريا والعراق واليمن وفي ساحات أخرى في المنطقة حيث جعلت الناس تنفض من حوله، وخصوصاً أن الضحايا الذين يقدمهم الحزب في الساحات خارج لبنان هم ضحايا هؤلاء العائلات التي يطلب منها اليوم النزول الى صناديق الاقتراع وانتخابه، فهذه هي الخلاصة الاولى التي اظهرتها المرحلة الاولى للانتخابات وفقا لمراقبين لبنانيين، حيث جاء الفارق طفيفا للغاية بين اللائحة التي يدعمها الحزب، واللائحة التي تدعمها العائلات، وهو ما أوضح بجلاء أن «حزب الله» تلقى صفعة كبيرة في هذه الانتخابات، أثبتت أن شعبيته متراجعة.

المصدر: اليوم