
انطلقت أمس الدورة السادسة والأربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب خالية من المراسم الاحتفالية المعتادة، حداداً على خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وكان يتوقع أن يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المعرض، باعتبار أنه جرت العادة أن يلتقي رئيس الدولة مجموعة مختارة من المثقفين ضمن مراسم الافتتاح، لكن ذلك لم يحدث. وافتتح رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب ووزير الثقافة جابر عصفور المعرض وسط إجراءات مشددة في ظل توتر الوضع الأمني جراء حوادث متفرقة تزامنت مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
ووصف عصفور، هذه الدورة بأنها دورة «الإرادة والتحدي»، مشيراً إلى أن إلغاءها كان وارداً «بسبب الأحداث الإرهابية التي تشهدها محافظات مصر». وأضاف: «لكننا صمننا على محاربة الإرهاب ومواجهة التفجيرات بالفكر لا بالاستسلام… يجب أن نرد على القنابل والمدافع بالكتاب». وبمجرد انتهاء مراسم الافتتاح، ظهر أمس، تم السماح للجمهور بالتدفق على ساحة المعرض في ضاحية مدينة نصر في شرق القاهرة.
وتحل السعودية ضيف شرف على هذه الدورة التي تستمر حتى 12 شباط (فبراير) المقبل تحت شعار «ثقافة التجديد»، بمشاركة 850 ناشراً من مصر و26 دولة أخرى. واختارت الهيئة المصرية العامة للكتاب (منظمة الحدث) الشيخ محمد عبده (1849- 1905) شخصية هذه الدورة التي تستضيف نخبة من الأدباء والمفكرين العرب والأجانب، في مقدمهم الشاعر السوري أدونيس. وتضم قائمة المدعوين كذلك كلاً من ألفة يوسف وعبد المجيد الشرفي ورجاء بن سلامة من تونس، والمحبوب عبد السلام من السودان، وأحمد عبادي من المغرب، وعبد الجواد ياسين من الإمارات، وعلي حرب من لبنان، وسعود السنعوسي من الكويت، وأحمد سعداوي من العراق، ومحمد عزيزة من تونس، إضافة إلى عدد من الكتاب من فرنسا وروسيا وأذربيجان.
وتشهد هذه الدورة صدور كتابين جديدين للكاتب الراحل إبراهيم أصلان (1934- 2012) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب أولهما رواية تحت عنوان «صديق قديم جداً»، والثاني عنوانه «انطباعات صغيرة حول حادث كبير»، ويضم نصوصاً كتبها أصلان متأملاً مشاهد عامٍ من الثورة التي انطلقت في 25 يناير 2011.
ويبدأ برنامج المشاركة السعودية غداً الجمعة بندوة حول العلاقات السعودية – المصرية يتحدث فيها السفير السعودي في القاهرة أحمد بن عبد العزيز قطان، ويديرها خالد بن محمد الوهيبي.
وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد إن الندوة الأولى في قاعة ضيف الشرف ستتناول ملف مجلة «الرواية» القاهرية عن الرواية السعودية المعاصرة. وشارك اتحاد الناشرين المصريين مع الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام في إعداد قاعدة بيانات للكتب المعروضة، بحيث يستطيع أي زائر للمعرض الاستعلام عن مكان الكتاب الذي يبحث عنه، أو الكاتب الذي يبحث عن أعماله، أو دار النشر التي يرغب في زيارة جناحها، وكذلك يستطيع تحميل تطبيق على هاتفه النقَّال يتيح له الاطلاع على خرائط المعرض والاستعلام عن الكتب المعروضة، قبل أن يصل إلى ساحات العرض.
وفي السياق ذاته جرى إطلاق حملة لتشجيع القراءة تحت شعار «كتابك هديتك»، بوضع الكتاب ضمن قائمة الهدايا التي تقدمها دور النشر وغيرها من الهيئات والمؤسسات للجمهور. وقرر اتحاد الناشرين المصريين دعم هذه الحملة، تشجيعاً لصناعة النشر. ويتوقع أن تعلن الهيئة المصرية العامة للكتاب في ختام هذه الدورة أسماء الفائزين بجوائز أفضل كتاب، وعددها عشر جوائز بقيمة إجمالية 100 ألف جنيه (نحو13 ألف دولار).
المصدر: الحياة