لن يعود الحوثيون إلى الوراء، ولن يخرج علي صالح من مخبئه حراً.
ودعونا نستعد سيناريو الانقلاب على الشرعية، متذكرين أسلوب الحوثيين في خيانة التعهدات والاتفاقيات، فالمشهد ما زال ماثلاً أمامنا، الرئيس المؤقت في مقره، واللجان الوطنية تستكمل اجتماعاتها، والدستور الجديد في مراحله النهائية.
وعلي عبدالله صالح معزول، والحوثي يؤكد كل يوم أنه مع الإجماع الوطني وأتباعه يتسللون إلى صنعاء في غفلة من الجميع، ويناوشون هنا وهناك ثم يوقعون اتفاقاً مع الدولة والأحزاب، ومع كل خطوة يوسعون انتشارهم المسلح، ويوافقون على الدستور ثم يخطفون مدير مكتب الرئيس ومعه مسودة الدستور الذي توافقت عليه كل الأطراف في اجتماعات الحوار الوطني، ثم يحشدون الناس احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود.
وينادون إلى تظاهرات سلمية، فإذا بهم يحتلون صنعاء، وخطوة تلو أخرى، يسيطرون على المؤسسات الرسمية حتى يصلوا إلى مقر إقامة الرئيس، فيحاصر ويهدد بالقتل، ويتلاعبون مع المبعوث الدولي، يوقعون اتفاقات بعدم التمدد نحو المحافظات، وفجأة يخطفون عدن وكل مدن الجنوب، ولولا رعاية الله وتدبيره لاختفت الشرعية برمزيتها الممثلة في الرئيس هادي الذي تمكن من الإفلات والحفاظ على المكانة التي يمثلها.
بالأمس قيل إن اتفاقاً جديداً قد تم التوصل إليه بين طرفي الانقلاب، وإن علي صالح وافق على عودة الأمور كما كانت قبل احتجاجات ميدان السبعين يوم 24 من الشهر الحالي، وسقط الاتفاق، ثم تلاه اتفاق آخر وألحق به اتفاق ثالث، وعلي صالح ما زال محاصراً من الحوثيين، وتتكرر المشاهد، ويخطئ من يظن أن الأمور ستعود.
كما كانت، فالحوثيون ينظرون إلى آخر نقطة في مخططهم، ولن يتراجعوا عن أية مكاسب يحققونها، والشريك السابق دخل المصيدة، وحشر في زاوية ضيقة ليس لها منفذ، ولن يسمح له بالخروج تحت نظرهم أو هرباً، لن يكرروا ما حدث مع الرئيس هادي، ولن يمنحوا علي صالح فرصة للالتقاء مع أعوانه وأتباعه حتى لا يشكل خطراً مستقبلياً عليهم، ولن تعود الشراكة السابقة مرة أخرى، ولا يستبعد أن تتم تصفيته إذا لم يصمت ويقبل بالأمر الواقع.
أيام اليمن حبلى بالأحداث، فهذا الصراع الجديد في بدايته، ولن ينتهي إلا بتسيد طرف واحد، وبلا شك لن يكون علي عبدالله صالح هو ذلك الطرف.
المصدر: البيان