وام / نجحت 4 منتخبات عربية من إجمالي 5 في التأهل للدور ثمن النهائي في بطولة الأمم الافريقية، محققة نسبة 80 % من الأهداف في دور المجموعات، حيث صعدت كل من مصر والجزائر والمغرب بالعلامة الكاملة من النقاط عبر الفوز في المواجهات الثلاث لكل منها متصدرة مجموعاتها الثلاث، فيما تأهل منتخب تونس في المركز الثاني بمجموعته برصيد 3 نقاط فقط حصيلة 3 تعادلات، وودع المنتخب الموريتاني البطولة تاركا بصمة مقبولة برغم أنها المشاركة التاريخية الأولى له في البطولة الافريقية.
وترصد إحصاءات وأرقام الدور الأول للبطولة بشكل عام الكثير من الظواهر، في مقدمتها أن عدد المباريات التي لعبت في البطولة 36 مباراة، انتهت 26 منها بالفوز، و10 بالتعادل، وبلغ عدد الأهداف التي تم تسجيلها 68 هدفا بنسبة مئوية تقترب من 1.9 هدف في كل مباراة، ويتصدر 11 لاعبا قائمة هدافي الدور الأول برصيد هدفين لكل منهم وهم محمد صلاح وأحمد المحمدي من مصر، وساديو ماني من السنغال، وجوردان أيو من غانا، ومايكل لونجا من كينيا، وميشيل بوتي من بنين، وإيمانويل أوكوي من أوغندا، وسيدريك باكامبو من الكونغو، وأدم أوناس من الجزائر.
ومن الظواهر الإيجابية التي تعكس تطور الكرة العربية على المستوى الافريقي أن 3 منتخبات فقط من بين ال 24 حققت الفوز في المباريات الثلاث بالدور الأول، وأن هذه المنتخبات هي مصر والمغرب والجزائر، فيما فشلت 3 منتخبات أيضا في البطولة بتحقيق أي نقطة بدور المجموعات هي ناميبيا، وبورندي، وتنزانيا.
أما بالنسبة لأقوى خط هجومي في البطولة فهو مناصفة بين الجزائر ومالي برصيد 6 أهداف لكل منهما في الدور الأول، لكن أضعف خط دفاع هو منتخب تنزانيا الذي استقبل 8 أهداف في 3 مباريات، فيما نجحت 4 منتخبات في الاحتفاظ بشباكها نظيفة بالدور الأول، هي مصر والجزائر والمغرب بالإضافة إلى منتخب الكاميرون.
أما عن التحليل الفني لمباريات الجولة الثالثة فيؤكد الكابتن محسن صالح المدير الفني السابق لمنتخب مصر أن المنتخب المصري تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، لكنه تصدر المشهد أيضا بعلامات التعجب نتيجة للأداء غير المقنع حتى الآن، مشيرا إلى أنه حقق الكثير من الإنجاز بالفوز في الجولات الثلاث، لكنه قدم القليل من العطاء والابداع برغم التأهل ب 9 نقاط، وأنه برغم التأهل بالنقاط التسع، إلا أن هناك تخوفا كبيرا لدى كل المراقبين لأنه لم يقنع ولم يمتع ولم يبدع حتى الآن في البطولة.
وقال إن نصف شوط المباراة الأولى أمام أوغندا مر دون أن يظهر المنتخب المصري، وكان المنافس هو الأفضل، ولولا توفيق الشناوي حارس مرمى منتخب مصر، لخرج صاحب الأرض متأخرا في النتيجة بالشوط الأول، مشيرا إلى أن الأداء تحسن نوعا ما في الشوط الثاني، ولكن ظلت الفرص والخطورة أكثر للمنتخب الاوغندي، ولم يظهر صلاح وتريزيجيه بالمستوى المعروف ربما للاقتصاد في الجهد والاحتفاظ به للأدوار التالية، فيما لا تزال هناك علامات استفهام كثيرة على أداء كل من محمد النني، وعبدالله السعيد، وأحمد حسن كوكا، ومروان محسن.
وعن المنتخب المغربي في الجولة الثالثة يقول صالح إنه “أسود الأطلسي” واجه منتخب جنوب افريقيا، وكان يكفي المنتخب المغربي أن يحقق التعادل كي يحافظ على صدراته للمجموعة، لكنه قدم أداء جميلا في المباراة، خصوصا في الشوط الثاني الذي حاصر فيه منتخب جنوب افريقيا في ملعبه، وضاعت منه الكثير من الفرص لهز الشباك، قبل أن يستغل مبارك بوصوفه فرصة الدقيقة الأخيرة ويسجل منها هدف المباراة الوحيد، ويحسب للمنتخب المغربي أنه حافظ على تطور مستواه التدريجي، كما يحسب له انه يقدم أجمل أداء من خلال تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، مع تقديم الكرة الجماعية المميزة والابداع في التحول السريع من الدفاع للهجوم.
أما منتخب الجزائر فيقول عنه صالح إنه هو الأقوى في البطولة حتى الآن، وهو المرشح الأكبر لحصد اللقب على ضوء عطائه في المباريات الثلاث، حيث إنه واصل إبداعه بعد الفوز على كينيا والسنغال وهزم تنزانيا بثلاثة نظيفة، كان بالإمكان أن تتضاعف لو استغل الفرص التي أتيحت للاعبيه، وبرغم ان المدرب جمال بلماضي دفع بعدد كبير من لاعبي الصف الثاني، إلا أن الفريق واصل تميزه وقدم عرضا رائعا أرسل من خلاله الكثير من الرسائل لكل المنافسين أبرزها أنه لم يأت ليترك بصمة قوية فقط، لكنه جاء من أجل الفوز باللقب، ويمتاز الفريق بالالتزام التكتيكي والقوة البدنية والالتحام القوي، والانتشار الجيد وحسن التمركز، والرقابة الصارمة على مفاتيح لعب المنافسين.
وبخصوص منتخب تونس يقول صالح إن هذا المنتخب حير الجميع في البطولة برغم تأهله للدور الثاني، لأنه بالاضافة إلى خبراته الطويلة، فإنه لم يقدم العطاء المقبول، ولم يحقق الفوز حتى الآن في أي مواجهة، ولعبت نتائج المنافسين في مجموعته لصالحه لتصعد به في المركز الثاني برصيد 3 نقاط.
والفريق ينقصه الانسجام والتركيز، ويثير التساؤلات عما إذا كانت الاختيارات سليمة للقائمة، وعما إذا كان الاعداد للبطولة كافيا، وكذلك عما إذا كان المدرب بالكفاءة التي تتناسب مع منتخب عريق بحجم تونس، وستظهر الإجابات على كل هذه التساؤلات في المرحلة المقبلة خصوصا أنه سيلتقي غانا المرشح للقب بدور ال 16.
وعن المنتخب العربي الخامس موريتانيا فيؤكد صالح انه كاد أن يحقق المفاجأة ويهزم المنتخب التونسي في الجولة الثالثة، لكنه فرط في الفوز بإهدار الفرص السهلة، وبرغم أن المنتخب الموريتاني غادر البطولة لكنه يحسب له أنه لم يكن خصما سهلا لمنتخبات أعرق منه في البطولة وأكثر خبرة.