يا سبحان الله! كأن الطغاة لا يتعظون أبداً بنهايات أقرانهم على مر التاريخ!
حينما شاهدت المظاهرة التي نظمتها أجهزة الأمن السورية قبل يومين، تأييداً للرئيس بشار الأسد، رأيت نهاية القذافي تكرر نفسها في ساحة الأمويين! ألم ترتب أجهزة القذافي الأمنية مظاهرات “شعبية” لدعم القذافي، حتى قبل أيام من هروبه من طرابلس؟ المأساة في سورية أن بشار وزمرته صدقوا أن تخويف السوريين بالتعذيب والموت سيحمي “عرش” آل الأسد إلى الأبد!
تناقلت منظمات حقوق الإنسان العالمية أن قرابة ستة آلاف مواطن سوري قتلوا خلال الأشهر العشرة الماضية على أيدي النظام السوري وزبانيته. لكن العارفين بخبايا النظام “الطائفي” في دمشق يتحدثون عن أضعاف تلك الأرقام عدا الآلاف في السجون ومراكز التعذيب. ونظام أدمن الكذب حتى بات -هو نفسه- يصدق أكاذيبه لن يتوانى عن القتل والتعذيب، بكل أشكال الهمجية والانتقام، طالما ظهر صوت سوري يطالب بحريته. بشار الأسد، مثل كل متغطرس سبقه، لا يمكنه تصديق أن الشعب فعلاً يريد الإصلاح، ناهيك عن المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس. ولا يمكنه إدراك حقيقة أن الشعب السوري قد حسم أمره وقرر الخروج من مقبرة آل الأسد والدخول إلى العصر. هل إدمان الاستبداد يعمي البصيرة إلى ذات الدرجة التي وصل لها بشار ورفاقه؟ لو بدأت الثورات العربية الراهنة في سورية لربما فهمنا حالة الإنكار التي يعيشها اليوم نظام الأسد. لكن الحدث السوري الجلل جاء في زمن “الربيع العربي” وشهد قريباً سقوط ديكتاتوريات مماثلة، ونهايات لا تليق إلا بمجرمين غيبوا شعوبهم طويلاً عن كل شيء. بإمكان بشار و”شبيحته” إطالة أيام جرائمهم قليلاً، لكن ليس بوسعهم الاستمرار طويلاً، فقد قرر السوريون إسقاط النظام وطرد أو محاكمة الرئيس. أما سياسة “اقتل اقتل حتى يتعب السوريون” فهي التي ستقرب نهاية آل الأسد وبقية العشيرة!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٤٠) صفحة (١٥) بتاريخ (١٣-٠١-٢٠١٢)