ذكرت شركة معدات الاتصالات الصينية “هواوي تكنولوجيز” أنها تعمل حالياً على تطوير نظام تشغيل خاص بها للهواتف الذكية لمنافسة نظام التشغيل “أندرويد”، الذي تطوره شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأميركية “جوجل”، بعد قرار الإدارة الأميركية فرض قيود على تعامل الشركات الأميركية مع الشركة الصينية، مما يهدد انتظام حصول الأخيرة على احتياجاتها من الرقائق الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية.
في الوقت نفسه أشارت الشركة إلى دخولها في محادثات مع شركة “ألفابيت” الشركة الأم لشركة “جوجل” لبحث سبل التعامل مع قرار الإدارة الأميركية في أعقاب إعلان جوجل منع وصول مستخدمي هواتف “هواوي” الجديدة إلى بعض خصائص نظام التشغيل أندرويد.
وقال “أبراهام ليو” ممثل “هواوي” لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر في بروكسل اليوم، إنه بمجرد منع استخدام نظام تشغيل “جوجل” في أجهزة شركته “سيظهر الخيار البديل بصورة طبيعية سواء من جانب هواوي أو من جانب أي طرف آخر”.
وقال “ليو” إن “هواوي” تعمل حاليا على تطوير نظام تشغيل خاص بها، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن توقيت طرح النظام الجديد، مضيفاً أن الشركة ستقوم بكل ما في استطاعتها لتخفيف آثار القرارات الأميركية.
وأضاف “ليو” أن الشركة على استعداد لتوقيع اتفاقيات تضمن عدم استخدام تكنولوجياتها في التجسس، حيث نقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ليو القول إن الشركة “على استعداد لتوقيع اتفاقيات عدم تجسس مع حكومات وعملاء في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي”.
يأتي ذلك فيما قال “رين شينجفي” مؤسس “هواوي” إن الشركة تبحث مع شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأميركية العملاقة “جوجل” سبل التعامل مع القيود، التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تعاملات الشركات الأميركية مع الشركة الصينية.
وفي مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الصينية، قال مؤسس “هواوي” إن “جوجل شركة جيدة وهي شركة مسؤولة للغاية”، مضيفاً أنها تناقش مع “هواوي” سبل تخفيف تأثير الإجراءات التي فرضتها وزارة التجارة الأميركية مطلع الأسبوع الحالي، والتي تلزم الشركات الأميركية بالحصول على تصريح مسبق قبل توريد اي منتجات لشركة “هواوي”.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة التجارة أمس، منح الشركات مهلة 90 يوماً قبل تطبيق الإجراءات الجديدة.
كانت “جوجل” قد ذكرت أمس أنها ستواصل دعم أجهزة هواتف “هواوي” الذكية الحالية والتي تستخدم نظام التشغيل “أندرويد”، التي تطوره “جوجل”. في الوقت نفسه فإنه بعد بدء تطبيق القيود الأميركية الجديدة لن يكون في مقدور مستخدمي هواتف “هواوي” الاستفادة من خدمات “جوجل” الرقمية الأخرى مثل “جوجل مابس” للخرائط و”جي ميل” للبريد الإلكتروني وهو ما يقلل شعبية هذه الهواتف.
كما سيؤثر الحظر الأميركي على تعاملات شركات إنتاج الرقائق الإلكترونية الأميركية مثل “إنتل” و”كوالكوم” و”زيلينكس” و”برودكوم” مع “هواوي”. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مصادر مطلعة القول إن هذه الشركات أبلغت موظفيها بقطع علاقاتها مع “هواوي” حتى إشعار آخر.
من ناحيتها أعلنت شركة الرقائق الإلكترونية الألمانية “إنفيون” أنها أوقفت توريد المنتجات التي تنتجها مصانعها الأميركية إلى شركة “هواوي”، لكنها نفت التقارير، التي تحدثت عن وقفها لكل التوريدات للشركات الصينية.
تتهم الحكومة الأميركية الشركة الصينية بمساعدة الحكومة الصينية في التجسس من الدول الأخرى، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذا الاتهام. كما تضغط واشنطن على الدول الأوروبية من أجل حظر استخدام منتجات هواوي في شبكات الجيل الخامس لاتصالات الهاتف المحمول بدعوى أن استخدام هذه المنتجات يمثل خطورة على الأمن القومي لهذه الدول.
المصدر: د ب أ