مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

بقع ضوء من الميدان السوري

آراء

مع أنه كثيرا ما كان ينتقد سلبيات النظام، إلا أن المسلسل السوري الناقد “بقعة ضوء” لم يتطرق لأحداث الثورة السورية خلال عرضه في رمضان الماضي، رغم كثرة المفارقات التي يمكن الاستفادة منها من غير انحياز لطرف بعينه، وننتظر ذلك في نسخته التاسعة التي تعرض حاليا، فالبقع الضوئية كثيرة.. ومنها ما شد اهتمامنا طوال الأيام الماضية. بعضها قابل لأن يكون دراميا، وبعضها هو “الدراما” ذاتها.. ومن هذه الأخيرة أنه ولأول مرة منذ بداية الثورة سيطرت الأزمة السورية على شاشات تسمر أمامها الناس لمتابعة أحداث تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق. ولأول مرة في تاريخه يقوم التلفزيون السوري ببث الحقائق والاعتراف بها مع ملاحظة تأخره عن الآخرين في ذكر أسماء القتلى في الأخبار التي كانت تأتي على دفعات. ورغم أنه بادر ببث خبر تفجير المبنى بعد دقائق من حدوثه، إلا أن الحقيقة ظلت غائبة والأمور ضبابية، إذ لم يبث صور موقع التفجير الذي نسبه إلى انتحاري، ولعله ضرب الرقم القياسي في زمن اكتشاف أسباب الأحداث.

كذلك، ضاعت أخبار الفيتو الروسي والصيني الثالث في زحمة أخبار سيطرة الجيش الحر على منافذ حدودية، وفيما كانوا ينقلون على الهواء مباشرة الجدل حول إصدار قرار تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، كانت الأخبار تشير إلى أن الجيش الحر بدأ على أرض الواقع بتطبيق الفصل السابع، وثمة من قال إن الدب الروسي “طلع دب بالفعل”.

ولأول مرة أيضا لم ينقل التلفزيون السوري من الشارع الأفراح “العفوية” للجماهير وهي تحتفل بالفيتو الثالث، وهو الذي كان قد نقل الاحتفاليات في المرتين السابقتين، لأن “العفوية” غابت هذه المرة بسبب انشغال موجهي احتفالاتها في أمور أخرى فلم ينزل أحد إلى الشارع بصورة “عفوية”.

من جهته، أخفق حسن نصر الله في سحب الأضواء يوم الأربعاء الماضي، في كلمته التي نقلت بعض الفضائيات قسما منها، كلمة صرخ فيها حتى احمرّ وجهه.. ومجّد النظام السوري وقتلى مبنى الأمن القومي في دمشق، ولم ينسَ في حديثه أن يمجّد “خامنئي”. لتثور الأسئلة عن علاقته وعلاقة جماعة “قم” بما يجري في سورية من أحداث؟

كثيرة هي بقع الضوء.. أترك الباقي لكم.

المصدر: الوطن أون لاين