يُعد التواصل من أسهل الأمور التي يقوم بها الإنسان، ففي عصرنا هذا أصبح التواصل بين أفراد المجتمع بسيطا للغاية، فمن خلال مكالمة هاتفية تستطيع أن تطمئن على صديقك، وبـ”بوست” على الفيس بوك تهنئ آخر بمولود جديد، ويسمح لك “تويتر” أن تغرّد بما يدور بداخلك للجميع، أما الـ”بلاك بيري” فييسر عليك نقل تهاني الأيام المميزة لمئة شخص في أقل من دقيقة.
العجيب أننا لم نر أي أحد منهم، نقلنا لهم أجمل الكلمات وأرق العبارات، ولم نكترث بنقل المشاعر التي بُنيت على أساسها تلك العلاقة التي تربطنا أو تجمعنا بهم.. في المنزل يحتل كلٌ منا غرفته الخاصة، ويجلس أمام الحاسوب ليبدأ في الإبحار بمواقع التواصل الاجتماعي، فيبدأ بالتواصل مع ألف شخص لا يعرف منهم إلا مئة ولم يقابل منهم إلا خمسة!! وعندما يقرر الخروج إلى أحد المقاهي مع أصدقائه، يبدأ بالتواصل مع مئة شخص عبر جهاز الـ”بلاك بيري” ويترك البقية! ويستمر إبحاره في هذا العالم الافتراضي إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولا.
لا أعرف سبب عشقنا لما يسمى بالعالم الافتراضي، متجاهلين العالم الواقعي الذي نعيشه بكل بساطة، ربما يكون ضعف الشخصية هو السبب وربما الخوف من العالم الافتراضي هو السبب، ولكن ألا نشتاق لعاطفة العالم الحقيقي؟ أم أصبحت بعض الكلمات تغنينا عنها.
عمر تنيرة