بنوكنا المحلية منها وحتى فروع «العالمية» تصمم برامجها الإلكترونية على استقطاع مستحقاتها من العملاء في الثانية الأولى من تاريخ الاستحقاق، ولكنها غير مكترثة بتنفيذ التزاماتها تجاه المتعاملين معها بذات الدقة والانضباط.
خلال الأيام القليلة الماضية، وبمناسبة عطلة العام الميلادي الجديد، والتي تزامنت مع موعد صرف رواتب الموظفين والعاملين في مختلف الجهات الحكومية أو الخاصة، شهدت أجهزة الصراف الآلي الهجوم الشهري المعتاد، وإذا بالكثير منها ممتنعة عن الصرف لنضوب النقد منها، مما أجبر المتعاملين على القيام بالتنقل بين أماكن وجود تلك الأجهزة، ولتقفز العديد من التساؤلات حول إصرار البنوك على إظهار هذا الوجه غير الحضاري لتعاملها مع الناس، وهي- أي البنوك- تمطرنا ليل نهار بأخبارها ودعاياتها الترويجية وتبنيها لأحدث البرامج والتقنيات لإسعاد المتعاملين معها، بينما المتعامل يصاب بإحباط عندما يلجأ إليها لسحب أمواله عبر «الجهاز العجيب» الذي تعتريه حمى النضوب في أيام معدودات من كل شهر.
الإمارات تستقبل الثورة الصناعية الرابعة بالتوسع في مجالات التقنية والابتكار، بينما هذه البنوك وأجهزتها تراوح مكانها، وغير قادرة على إظهار مجرد إشعار على شاشاتها تفيد بنفاد النقد منها، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإرسال رسائل نصية عن أقرب جهاز في منطقة المتعامل بإمكانه الاستفادة منه بدلاً من تركهم هكذا، خاصة عندما تكون هناك أيام عطل طويلة في المناسبات، كما يقول رجال «السيكوريتي»، أو لأن أمر تفريغ وتعبئة الأجهزة من اختصاص شركة متعاقدة مع المصرف، وكلها مبررات واهية ولا تكشف سوى عن عدم القدرة على تنظيم الأمور بشكل سلس ومنظم يراعي احتياجات المتعاملين.
كما أن هذه الأجهزة التي أسند إليها تنفيذ مهام عديدة، وجرى الاعتماد عليها بصورة واسعة كإيداع النقد والشيكات والسحب وأجزاء بعض التعاملات وسداد الفواتير ليست صديقة لكبار السن محدودي المعرفة بالتقنية، فقد تابعت ذات مرة ورطة أحدهم لدى محاولته إيداع شيك عبر الجهاز الذي سحب الصك قبل إتمام العملية ودون إصدار أي أيصال أو إشعار بأنها تمت، ليجد الرجل نفسه في اتصالات مع «مركز الاتصال» في البنك المعني الذين طلبوا منه الانتظار ليومي عمل، واضطر بعد ذلك للمراجعة الشخصية لذات الفرع لتطمئنه موظفة إماراتية بألا يقلق ويراجعها بعد يومين، وعاد إليها لتحرر طلباً جديداً له بتحري الأمر من الشركة المسؤولة عن الجهاز، وبعد أسبوع بالتمام والكمال حصل شيكه، وسلام.. على تكنولوجيا البنوك.
المصدر: الاتحاد