كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
كثرت الأحاديث في الفترة الأخيرة عن أن الإعلام الإلكتروني سوف يتقدم على حساب الإعلام الورقي التقليدي الذي رأى بعض الدارسين والمهتمين أنه سوف يتراجع. غير أن الدراسات الميدانية لا تشير إلى تلك الفكرة، ومنها الإصدار الرابع لتقرير “نظرة على الإعلام العربي” الصادر حديثا عن نادي دبي للصحافة تحت عنوان “الإعلام العربي: الانكشاف والتحول” الذي لم يكن ثريا بالمعلومات فحسب، بل اتضح فيه الجهد البحثي الاستشرافي الذي يحلل النتائج ويقرأ الغد استنادا على متغيرات اتضحت معالمها.
وفيما يتعلق بالمطبوعات توصل التقرير إلى أنه في حين أن الصحف في العالم تشهد انحدارا من ناحية التداول والإعلان، إلا أنها في المنطقة العربية ما زالت تجاري مختلف الظروف، إذ إن تداول الصحف أظهر بعض النمو بين عامي 2010 و 2011 وإن كان بدرجة أقل من السابق. كما ظهر نمو في سوق المجلات من حيث عددها عام 2011. والملاحظ أن بعض القطاعات مثل مجلات المرأة حافظت على قدرتها على استقطاب القراء برغم ظهور منافسين جدد. ويتحدث التقرير عن استعداد بعض دور النشر الرائدة للهجرة الرقمية والاستفادة من إمكانية الانتشار عبر خصائص إلكترونية محددة قوية التركيز.
ورأى 76% من المشاركين في استطلاع للرأي أن استخدام الجمهور لوسائل الإعلام الجديد كمصدر للأخبار سوف يتزايد، مما يعني أهمية الالتفات لهذه الوسائل من قبل السياسيين وصناع القرار لتأمين وصول المعلومة إلى أكبر عدد من الناس. وهذا الأمر لا يلغي دور الإعلام التقليدي الذي رأى 45% من المشاركين أن الاعتماد عليه كمصدر للأخبار سوف يقل.
فعلى الرغم من أن الإعلام الجديد صار ضرورة لمختلف الشرائح المجتمعية إلا أن الحالة الاعتيادية “الورقية” التي ألفها القارئ العربي يبدو أنها لن تتغير بسهولة، ولعلّ ذلك مرتبط إلى حدٍّ ما بالعاطفة التي يتميز بها المجتمع العربي من حيث التصاقه بكل ما هو قديم وموروث يعرفه ويفهمه ويجيد التعامل معه.. ولذلك هو حين يجرب فإنه يجرب بحذر، على العكس من المجتمع الغربي الذي يسهل عليه الدخول في أي حالة من التغيير، فيهجر قديمه من غير أن يتشبث به.
ومن جهة الحريات وهوامشها، أكدت المقابلات التي أجراها فريق بحث التقرير على أن العالم العربي سيشهد هامشا أكبر في حرية الصحافة بعد مرحلة الثورات في بعض البلدان العربية. مما يعني أن التغيير سيكون أكبر في المجال الإعلامي، ومع هذا التغيير على الصحف الورقية أن تكون على دراية بما يجب أن تطرحه للقارئ العربي الذي قد تخسره إن لم تكن على مستوى طموحاته.
الوطن أون لاين (2012-05-10)