اتخذت العواصم الأوروبية سلسلة تدابير أمنية في مطاراتها إثر الانفجارات التي هزت بروكسيل، صباح اليوم، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا. عززت السلطات البلجيكية اجراءاتها الامنية حول المنشآت النووية في البلاد بعد الاعتداءت الدامية، حسب ما اوردت وكالة “بلجا” للانباء. وتابعت الوكالة “يتم التدقيق في السيارات كما انتشرت الشرطة والجيش في المكان”. وفي بلجيكا محطتان نوويتان مجهزتان بسبع مفاعلات.
وندد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بـ”الاعتداءات الارهابية”، واعلن توسك في بيان ان “هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديدا من الدناءة من قبل الارهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف”.
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إلى اجتماع للجنة معالجة الأزمات.
وقال كامرون على حسابه على “تويتر”: “أشعر بالصدمة والقلق عقب حوادث بروكسيل. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة”. وأضاف أنه سيترأس اجتماعاً للجنة التعامل مع حالات الطوارئ المعروفة باسم “كوبرا”.
وتابع: “سأتولى رئاسة اجتماع لكوبرا في شأن الحوادث في بروكسيل في وقت لاحق هذا الصباح”. ودعت فرنسا الى تعزيز مكافحة الارهاب على المستوى الاوروبي بعد “الاعتداءات الخطيرة” في بروكسيل كما اعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الثلثاء مشيرا الى نشر 1600 عنصر شرطة ودرك اضافيين في البلاد. من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في ختام اجتماع طارىء دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، “نحن في حرب، وفي مواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات”.
واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن انفجارات بروكسيل التي وقعت اليوم هي نتيجة “هجوم على أوروبا الديموقراطية”. وكتب لوفين لوكالة الانباء السويدية: “إنه هجوم على أوروبا الديموقراطية. لن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة”.
تصريح لوفين جاء في سلسلة من ردود الفعل الدولية على الانفجارات التي هزت مطار بروكسيل ومحطة مترو قريبة من الحي الذي يضم المؤسسات الأوروبية صباح اليوم.
وندد رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة على “تويتر” بـ”الهجوم الدنيء”.
وصعدت الشرطة في كل من الدنمرك والسويد وفنلندا إجراءات الأمن بالمطارات والأماكن العامة. وقالت الشرطة الدنمركية إنها زادت دورياتها في مطار كوبنهاغن ونقاط رئيسية أخرى في المدينة.
وقالت الشرطة الدنمركية على صفحتها الرسمية على تويتر “نحن على علم بما حدث في بروكسيل. لذلك سترون تواجدا أكبر للشرطة في المطار ونقاط رئيسية أخرى في كوبنهاغن.”
والسلطات الدنمركية في حالة تأهب منذ مقتل شخصين في إطلاق نار خلال إحدى المناسبات في معبد يهودي في كوبنهاغن في شباط (فبراير) من العام الماضي.
وقالت الشرطة في السويد إنها عززت وجودها في المطار واتخذت المزيد من الإجراءات الأمنية في أماكن عامة أخرى. وقال وزير الداخلية الفينلندي بيتيري أوربو على تويتر “مسؤولو الأمن في فنلندا زادوا المراقبة في مطار هلسنكي-فانتا”.
وطلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها ملازمة منازلهم أو مكاتبهم. وكتبت مفوضة الموازنة كريستالينا جورجييفا، التي تتولى أيضاً شؤون الموظفين والأمن، على “تويتر”: “رجاء أبقوا في المنازل أو داخل المكاتب. مؤسسات الاتحاد الأوروبي تعمل معاً من أجل ضمان أمن الموظفين والمباني”. واتخذت إجراءات أمنية مشددة في مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، على ما أعلنت الشرطة الفيديرالية الألمانية لوكالة “الصحافة الفرنسية” (فرانس برس). وقالت ناطقة باسم الشرطة: “بالنسبة إلى المطارات (الألمانية) الأخرى، لا يمكنني الإدلاء بأي تصريح ..إننا في مرحلة التقييم”.
وفي باريس، أعلن مصدر ملاحي تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس، وأوضح المصدر أنه “يجري تطبيق إجراءات الوقاية والأمن في كل من مباني المطار الثمانية وفي المحطتين، مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسيل وتعبئة فرق رصد العبوات بواسطة الكلاب المدربة”.
وفرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، وفق ما أفادت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب. وقالت الأجهزة على موقعها الإلكتروني: “نتخذ هذه التدابير الإضافية من باب الحيطة ..وهذا يعني دوريات إضافية للدرك في (مطار) شيبول وفي روتردام وأندهوفر، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية”. وكانت نيابة بروكسيل وسلطات المترو أعلنت إغلاق محطات المترو والقطارات والحافلات والترامواي في العاصمة البلجيكية، إثر الانفجارت التي هزت المطار ومحطة للمترو. وكتبت الشركة المشغلة للمترو “أس تي آي بي” على “تويتر”: “كل شبكتنا مغلقة حالياً”. وأعلنت هيئة يوروستار عدم تسيير قطارات من وإلى محطة بروكسيل.
المصدر: صحيفة الحياة