كاتب سعودي
سبحان مغير الأحوال، فبعد أن كان سعر برميل النفط يحلق فوق حاجز المائة دولار، كنا نملك الكثير من الخطط والمشاريع والفرص لتصحيح الأخطاء أو إعادة ابتكارها.. كان هناك الكثير من المال الذي يبعث الاطمئنان في النفوس، ولم يكن أي حديث عن ضبط الإنفاق ومكافحة هدر الأموال العامة يلقى اهتماما يذكر؛ لأن أسعار النفط تحلق فوق السماء وإمكانية تعويض ما فات متوفرة.. ولكن اليوم ندخل في واقع اقتصادي جديد يهبط فيه الدخل إلى أقل من النصف.. شيء لم يكن بالحسبان رغم أنه دائما في الحسبان من الناحية النظرية.. إنه الدرس الذي يتكرر مع كل الأجيال دون أن يستوعبه أضراره أحد.
النفط مقابل الغذاء عنوان برنامج سيئ السمعة أشرفت عليه الأمم المتحدة خلال محاصرة العراق أيام صدام حسين، وبعيدا عن تفاصيل ذلك البرنامج وفضائح الفساد الدولي فيه، فإن النفط يأتي دائما مقابل الغذاء في كل منطقة الخليج، وليس في العراق فقط، فنحن حتى هذه اللحظة لا ننتج أي شئ غير النفط يمكن أن نشتري به الغذاء والدواء.
وقد انخفضت أسعار الغذاء في العالم أجمع؛ بسبب وفرة المحاصيل وتراجع أسعار النفط، ولكنها بقيت على حالها عندنا.. لم تتراجع هللة واحدة عن معدلات الذروة التي وصلتها في عز ارتفاع أسعار النفط.. واليوم هبط سعر برميل النفط دون أن تتزحزح أسعار الأغذية درجة واحدة، ما يعني أن خسارتنا ستكون مضاعفة وموجعة ما لم تقدم وزارة التجارة على اتخاذ خطوات تساهم في تغيير واقع السوق أو من خلال فتح نوافذ جديدة لتسويق المواد الغذائية.
**
تراجعت قيمة أسهم تويتر 30 بالمائة واستقال مديرها وهي تبحث عن مدير منذ 3 أشهر، والأفضل للشركة أن تختار مديرا لها من مغردي السعودية مطلع على كيفية نشوب المعارك التويترية الطاحنة من لا شيء، وعلى علم بكيفية تحول الخلاف الرياضي إلى اجتماعي، والخلاف الفني إلى مذهبي، والخلاف الفكري إلى وطني، كلما كان هذا المدير متوغلا أكثر في حياة تويتر السعودية كان أقدر على فهم العالم بطريقة أسهل.. حياة عامرة بالأحداث والنقاشات في العالم الافتراضي وغائبة في النوم العميق في العالم الحقيقي.. هذا هو أفضل سوق لتويتر، ونشوب المعارك سريعة الاشتعال سريعة الانطفاء لا يحتاج إلى الكثير من الجهود المنظمة بقدر ما يحتاج إلى عدد من المواهب منسية المحبطة التي تراكم على أكتافها الفراغ لسنوات وسنوات قبل أن تحوله إلى طاقة صوتية هادرة في تويتر.
المصدر: عكاظ