اعتباراً من الأسبوع المقبل، وتحديداً الثامن من مايو الجاري، تبدأ العديد من البنوك العاملة آلية جديدة للمتعاملين معها لتحديث بياناتهم من خلال التطبيق الذكي الخاص بكل مصرف، حيث يمكنهم تحديث بيانات الهوية والإقامة وجواز السفر ورقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني، وغيرها من البيانات الشخصية المطلوبة عبر التطبيق الذكي، بعد أن أتاحته دون غيره من القنوات.
خطوة مهمة وإن جاءت متأخرة كثيراً لتسد الطريق في المقام الأول أمام ذريعة واهية كانت تختبئ خلفها عصابات سرقة البيانات والأموال عبر«النت» وذهب ضحيتها كثيرون في لحظة غفلة وعدم إدراك وتفريق بين اتصالات النصب وغيرها، على الرغم من التحذيرات المتتالية والمتواصلة من جانب أجهزة الشرطة والبنوك والمؤسسات المالية العاملة بأنها لا تجري اتصالات بالمتعاملين معها لتحديث بياناتهم عبر الهاتف.
استثمرت بنوكنا المحلية بصورة ضخمة في مجال العمل المصرفي الرقمي والتحول الإلكتروني لدرجة كبيرة، وأغلقت العديد من فروعها بعدما لمست جدوى وثمار تلك التحولات. ومع هذا نجد بعضها وفي طريقة أدائه وتعامله ما زال في العهود الغابرة بمتطلباته غير المواكبة للبيئة التي وفرتها الإمارات لتسهيل الأعمال دون تمييز بين احتياجات المتعاملين.
أحيي بالمناسبة المصارف التي وضعت استثناءات لبعض فئات المتعاملين معها من تجديد بياناتهم عبر التطبيق وسمحت بتلقيها يدوياً بزيارة الفروع التي يتبعونها، وذلك تقديراً لكبار المواطنين وغيرهم ممن لا يملكون مهارات التعامل مع الأدوات والمنصات الرقمية، وتوفير البيانات المطلوبة منهم ضمن مبادرة «اعرف عميلك»، ووفقاً لمتطلبات المصرف المركزي للبنوك لتقديم أفضل الخدمات وضمان عدم إساءة استخدامها، خاصة بعد الارتفاع الكبير في استخدام الخدمات الرقمية من جانب المتعاملين.
وإذا كان هناك من كلمة أخيرة لمصارفنا المحلية، فتتعلق بضرورة تطويرها لمراكز الاتصال وتقليص الوقت المهدر للمتعامل، بانتظار أن يرد عليه الموظف والذي يستغرق أوقاتاً طويلة بينما المتصل في حاجة ماسة لرد عاجل يبدد مخاوفه عقب تلقيه اتصالاً أو رسالة نصية من مصدر غير مؤكد يستخدم شعار المصرف الذي يتعامل معه.
كما أن المصارف مدعوة لتوسيع دائرة حملاتها التطمينية، لتشمل وضع التعاملات المصرفية الصوتية والموقف منها بعد أن دخل الذكاء الاصطناعي طرفاً في الميدان، وشاهدنا لجوء عصابات النصب إلى استخدام تقنيات تزييف وتقليد الأصوات بصورة خطيرة تثير القلق، وسيظل السباق مفتوحاً بين الطرفين، ونحن نتابع قصصاً حول العالم تتعلق بإساءة استغلال التقنيات الجديدة.
المصدر: الاتحاد