حددت تويتر سعر أسهمها قبل طرحها للمرة الأولى للاكتتاب العام في بورصة نيويورك بـ26 دولارا للسهم الواحد.
وتجاوزت هذه القيمة السعر الذي أعلن يوم الاثنين وتراوح بين 23 و25 دولارا، ليصل بذلك إجمالي قيمة استثمارات تويتر، التي تقدم خدمة التغريدات القصيرة، لأكثر من 18 مليار دولار.
وبهذا يكون سهم تويتر هو الأعلى قيمة في أول عملية طرح بين شركات التكنولوجيا منذ أن طرحت فيسبوك أسهمها للتداول في مايو/ أيار 2012.
ونجحت تويتر في جذب 230 مليون مستخدم منذ بدء نشاطها قبل سبع سنوات، لكنها لم تحقق أرباحا بعد، بل ارتفعت خسائرها خلال الربع الثالث من عام 2013 إلى 64 مليون دولار مقابل 21.6 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهر استطلاع للرأي، أجرته وكالة رويترز للأنباء ومؤسسة ابسوس، أن أكثر من ثلث المستخدمين المسجلين لا يستخدمون الخدمة على الإطلاق.
مواطن استثمار جذابة
لكن بالرغم من ذلك كان هناك طلب قوي على الأسهم، وتمكنت الشركة من زيادة سعر الطرح مرتين.
وقال بعض المحللين إن المستثمرين متفائلون بإمكانات نمو تويتر.
وقالت إيدن زولر من شركة “اوفوم” للاستشارات إن “المستثمرين ينظرون لوسائل الإعلام الاجتماعية والهواتف المحمولة على أنها مواطن جذابة (من الناحية الاستثمارية) ولذا فإنه من غير المستغرب أن يثير الطرح العام الأولي (لأسهم) تويتر هذا القدر الكبير من الاهتمام ويتجاوز الإقبال على الشراء عدد الأسهم المطروحة”.
لكنها أضافت أن “تويتر بحاجة لتسريع جهودها وتلبية التوقعات التي تعزز من قيمتها (السوقية)، وتظهر أن لديها جميع الإمكانات اللازمة لتقديم نموذج أعمال مستدام”.
وأعلنت الشركة عن زيادة في مبيعاتها بأكثر من الضعف خلال الربع الثالث إلى 168.6 مليون دولار، وتتطلع إلى زيادة إيراداتها حتى بصورة أكبر من شركات الإعلانات خارج الولايات المتحدة.
وأعرب مارك ماهاني من مؤسسة “ار بي سي كابيتال ماركتس” عن توقعاته بأن قيمة أسهم الشركة سترتفع بعد إدراجها في البورصة.
وأضاف “تماما كما أصبحت غوغل وأمازون وفيسبوك شركات خدمات انترنت (كبرى)، بالتالي فإن تويتر ربما تصبح كذلك أيضا”.
وتابع “بوصفها منصة عامة في الوقت الحقيقي ومنصة تفاعلية ومنتشرة على نطاق واسع، فإن تويتر أصبحت خدمة أساسية للمستهلكين والشركات والمؤسسات الإعلامية والإعلانية”.
لكن طرح أسهم الشركة للبيع أثار جدلا بين أولئك الذين يخشون من أن شركات الانترنت التي تحقق أرباحا عالية تجتذب استثمارات كبيرة بالرغم من أنها لا تحقق أرباحا.
وفي تصريحات لها عشية طرح أسهم تويتر، تساءلت ماري جو وايت رئيسة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن ما إذا كان المستثمرون يجدون أن هناك مغزى كبيرا من الأعداد الهائلة للمستخدمين التي تعلنها الشركات.
أثرياء
لم تذكر جو وايت تويتر بالاسم، لكنها قالت “في غياب توصيف واضح، قد يكون من الصعب الاعتقاد بأن هذه الأعداد الكبيرة ستترجم بشكل حتمي في صورة أرباح كبيرة للشركة، لكن العلاقة ربما لا تكون موجودة هناك”.
وتساءلت “ماذا سيكون الموقف إذا كان قطاع من هؤلاء المستخدمين هم عملاء يدفعون مقابلا؟ وماذا يعني ذلك للنتائج المالية المستقبلية؟ وماذا سيحدث إذا كانت الغالبية العظمى من عدد المستخدمين في مجال لم تكتشف الشركة فيه بعد، كيف يمكنها تحويل هؤلاء المستخدمين إلى عملاء يدفعون مقابل مادي؟ ماذا سيشير ذلك حينها بشأن مغزى معدلات الزيادة؟”
لكن طرح أسهم تويتر على المدى القصير سيجعل مؤسسيها على الأرجح أثرياء جدا.
وستطرح تويتر للبيع 70 مليون سهم ستجمع 1.82 مليار دولار للشركة.
وعلى النقيض من شركة فيسبوك، فضلت تويتر بيع أسهمها في بورصة نيويورك.