بعد ستة أيام، قد يمرّ العالم كله بأزمة لا يمكن التكهّن بنتائجها، وهذه المرة أزمة تصل إلى حد الكارثة، ستبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية، الاقتصاد الأقوى والأكبر في العالم، وستخلّف وراءها «تسونامي» سيضرب أسواق المال العالمية.
المتحزّبون المتلاعبون بمقدّرات شعوبهم، أوصلوا الأمور إلى حافة الهاوية، وجعلوا الكل يستعد إلى مرحلة سيئة، سيكون المتضرّر فيها هو الإنسان العادي والبسيط، كبير السن الذي سيفقد الرعاية الطبية، والمتقاعد الذي ينتظر «فتات» خدمته الممتدّة لثلاثة عقود أو أكثر، ولن يجد معاشه في أول أيام يونيو، فالدولة العظيمة لم يتفق قادة الحزبين المتناحرين على وضع حدّ لخطر التخلّف عن سداد الديون، وهما حزبا «الفيل والحمار»، فتلك شعاراتهم التي يتفاخرون بها، ديمقراطيين كانوا أو جمهوريين، فهذه فرصة قد حانت ليثبت فيها كل طرف أنه الأقوى، فولاء كل متحزّب مملوك للحزب، وليس للوطن، سواء كان الحزب متخلفاً يتبع بلداً مثله، أو كان متحضراً ينتمي إلى الدولة التي تحاسب الآخرين على سجلات حقوق الإنسان والحريّات، والتي تتضمن رعاية البلاد والعباد، وليس وضعهم في حالة قلق، مثل الحالة التي يمرّون بها الآن.
بعد ستة أيام، قد يصبح للولايات المتحدة اسم آخر، وإذا لم يوافق رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب على طلب إدارة بايدن الديمقراطية، على رفع سقف الدين، ستكون «الولايات المتخلّفة الأمريكية»، لأنها ستتخلّف عن سداد المستحقات واجبة الدفع، وستصبح خزائن وزارة الخزانة خاوية، لبلوغها حد سقف الدين، ولن تكفي الإيرادات اليومية لتغطية التزامات الإنفاق، وستهتز الأسواق المالية هناك أولاً، أي في أمريكا، ثم ستنتقل إلى أسواق العالم، وستختلّ أعمال المؤسسات المالية والتمويلية، وخلال هذه الأيام «الضبابية»، تعيش اقتصادات العالم حالة عدم يقين، والمؤشرات تقول إن التناحر الحزبي الأمريكي، بدأ ينعكس على الاقتصاد العالمي.
الأحزاب، وعبر التاريخ، قريبة جداً في عملها من المنظمات غير الشرعية والعصابات، تعمل من أجل مصالح الذين يديرونها، ولا تتردد في سبيل تحقيق مصالحها عن تهديد مجتمعاتها!
المصدر: البيان