عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن خيبة أمله واستيائه من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مبيناً أنه توقع أن تطلق تركيا سراح القس آندرو برانسون، بعد أن ساعدت واشنطن بإطلاق سراح تركية محتجزة لدى إسرائيل.
وقال ترامب في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» إن خيبة أمله الشخصية من أردوغان جاءت بعدما توسطت الولايات المتحدة لدى إسرائيل لإطلاق تركية كانت تحتجزها. وأضاف ترامب: «لقد أعدت له شخصاً.. لكن سنرى كيف ستسير الأمور».
ويشير ترامب في حديثه إلى المواطنة التركية إيبرو أوزكان، حيث تدخل شخصياً لدى إسرائيل من أجل الإفراج عنها في يوليو الماضي.
وارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا في الأشهر الأخيرة، على خلفية استمرار أنقرة في احتجاز برانسون، ووصل الأمر إلى حد فرض واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين.
من جهة أخرى، وفي تودّد لموسكو، أكد الرئيس التركي أمس حاجة بلاده إلى منظومة «إس 400» الروسية للدفاع الجوي التي ستتزود بها قريباً، في وقت تشهد العلاقات توتّراً بين أنقرة وواشنطن التي تعارض حيازتها لها، وتهدد بوقف تسليمها طائرات «إف 35».
وقال أردوغان خلال حفل تخريج ضباط صف في باليكسير في غرب البلاد، إن «تركيا بحاجة إلى صواريخ إس 400. الاتفاق بهذا الشأن تم وسنحصل عليها في القريب العاجل».
وتؤكد تركيا وروسيا إبرام الاتفاق بشأن هذه الأسلحة، وتقول أنقرة إنها ستحصل على المنظومة التي تضاهي صواريخ «باتريوت» الأميركية العام المقبل.
أما واشنطن فترى أن حيازة صواريخ «إس 400» تطرح من جهة مشكلة مواءمتها مع أنظمة الحلف الأطلسي «الناتو» الذي تنتمي إليه تركيا ومن جهة ثانية، حماية الأسرار التكنولوجية لطائرة «إف 35» الأميركية التي يفترض أنها قادرة على الإفلات من منظومة «إس 400» وترغب تركيا في الحصول عليها.
وأضاف أردوغان أن تركيا «تحتاج كذلك إلى إف 35. هل سيسلمونها لنا أم لن يسلموها لا أعرف إذا سلموها سيبرهنون أنهم يوفون بالتزاماتهم».
هجوم
من جهة ثانية، تعهَّد ترامب في مقابلته مع بلومبرغ بالتدخل إذا لم تقم وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» بعملهما كما ينبغي، وذلك بعد تصريحات سابقة للرئيس أشار فيها إلى انحياز الوزارة ومكتب التحقيقات ضد الجمهوريين.
وقال ترامب لوكالة «بلومبيرغ» إن وزير العدل جيف سيشنز، الذي انتقده ترامب مراراً لتنحيه عن الإشراف على التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة، باقٍ في منصبه حتى انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر المقبل على الأقل. لكن ترامب رفض الإفصاح عما إذا كان سيشنز سيبقى في المنصب بعد ذلك.وفي اللقاء الجماهيري، الذي عُقد في إيفانشفيل بولاية إنديانا، في وقت لاحق، أشار ترامب إلى أن قيادة وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي منحازة ضد الجمهوريين وأن «الناس غاضبون».
وقال ترامب إنه يتحدث عن «وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي على مستوى القيادة؛ لأن في كل منهما أشخاصاً رائعين، لكن على كل من وزارة العدل و(إف بي آي) البدء في القيام بعملها كما ينبغي والآن».
ونقلت رويترز عن ترامب قوله: «أردت البقاء بعيداً عن الأمر، لكن في إحدى المراحل إذا لم تجرِ الأمور كما يجب، فإنني سأتدخل وأشارك إذا اقتضى الأمر».
وحمّل ترامب سيشنز المسؤولية جزئياً عن التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات التي أجريت في 2016. وبعد تنحي سيشنز، عُيّن نائبه، رود روزنشتاين، المحقق الخاص، روبرت مولر، لقيادة التحقيق، الذي وصفه ترامب بأنه عملية ملاحقة.
المصدر: البيان