
خاص لـ هات بوست:
مضت ستّ سنوات منذ “عام التسامح”، لكن رسالته لم تكن لحظة عابرة في تاريخ الإمارات، بل نقطة انطلاق لرؤية مستدامة تتجدّد مع كل مبادرة وكل موقف. واليوم، تحمل زيارة الرئيس الأميركي من جامع الشيخ زايد إلى بيت العائلة الإبراهيمية رمزية بالغة، تؤكد أن ما بدأته الإمارات في 2019 لا يزال يُثمر، ويُلهم، ويقود.
إنه تأكيد على أن أبوظبي هي عاصمة الأخوة الإنسانية، التي تكتب هذا الخطاب بصيغة الحاضر والمستقبل، حيث تُترجم بذور السلام إلى أفعال، وينبع المعنى الحقيقي للتعايش من داخل الإنسان.
المسار الرمزي للزيارة يُجسّد رؤية إماراتية ترى في الفعل ركيزة للسلام، وفي الانفتاح مسؤولية حضارية. فالإمارات لا تساوم على هويتها، بل تنطلق منها لتقدّم للعالم نموذجًا متفرّدًا في العلاقة بين الإنسان والمكان.
فالزيارة لم تكن مجرّد تنقّل بين معلمين بارزين، بل لحظة تستدعي التأمل في فرادة السردية الإماراتية، التي حوّلت قيم التسامح إلى ممارسة مؤسسية وثقافة مجتمعية. فمن الإمارات، تُبنى الجسور لا لمعرفة الآخر فحسب، بل لاحترامه، وصناعة العيش المشترك.
وأختم مقالي هذا بكلمات الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان:
“We punch above our weight.”
نحن دولة صغيرة بحجمها، عظيمة بأثرها، وحضورها، وإنجازاتها. تصوغ بصمتها في مساحات العالم، وتُحدث فرقًا بقيمها ومبادراتها.
وفي هذه العبارة المختصرة، قدّم الشيخ خالد ردًا سياسيًا محنّكًا وعميقًا، بأسلوب إماراتي هادئ لا يُفاخر بالحجم، بل يعتزّ بالأثر؛ فكانت كلماته درسًا في فنون الرد وحنكة السياسة، تعكس كيف تُكتب السيادة بالفعل والإنجازات.
نحن دولة التعايش السلمي، والتسامح، والسلام؛ نحمل قيم الإنسانية بلا حدود، وطموحاتنا بلغت الفضاء.
ولم تكن تلك العبارة مجرّد رد، بل تحوّلت إلى شعارٍ مُلهم ومحفّز لكل الإماراتيين؛ تختصر رؤيتنا، وتعكس جوهر شخصيتنا، وتُلهب فينا العزيمة
punch above our weight في كل مجال.
فعلى أرض الإمارات، لا نعرف المستحيل، لأننا أبناء زايد.