يبدو أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون الأضواء فيها مركزة على هفوات دونالد ترامب، فقد خلت له الساحة، ولم يعد بايدن منافساً له، رحل بكل مآخذه، وتخلص من لسان خصمه الطويل، وجاءت «سيدة» لا تتوه إذا وقفت على منصة، ولا تسلم على خيال، ولا تستبدل أسماء من يقفون معها، ولا تدخل في مهاترات شخصية للحط من مكانة من يواجهها وكرامته.
ومن الواضح أن كامالا هاريس مرشحة الديمقراطيين تعلمت جيداً من دروس انتخابات 2020، ومن الجدل الذي دار في الأوساط السياسية الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، وقررت أن تترك ساحة السخرية والاستهزاء للمرشح الجمهوري، والذي أثبت أنه سعيد بهذا التخصص، فهو متفرد فيه، ويستحق عليه أفضل الدرجات.
ولكنه وللأسف الشديد لم ينتبه، فهو يلعب حالياً على أسلوب تطبع به، يمنحه درجات في الاتجاه السلبي وليس الإيجابي، حيث يخسر ولا يربح، ويحرق نقاطه التي منحته فارقاً هائلاً في آخر أيام بايدن، وفي أقل من أسبوع أصبح متخلفاً في كل استطلاعات الرأي، تجاوزته كامالا هاريس بعد أن استخدم سلاح «التنمر» والتمييز ذي الحدين، فرجعت الطلقة إليه، وخسر كماً هائلاً مما جمع!
والغريب أن آخر هجوم من ترامب تجاه منافسته كان حول خطاباتها الانتخابية، وعاب عليها استخدام التلقين، لأنها لا تفهم في السياسة، ولا تملك المقدرة على التحدث دون إعداد مسبق، وفي نفس اللحظة كانت «لوحات» التلقين موجودة على يمينه ويساره!
ما زال أمامنا الكثير، تسعون يوماً في ظل سخونة الأجواء، سواء المناخية أو السياسية، في الداخل الأمريكي أو في العالم المتحرك، ستتغير أشياء وأشياء، والأصوات ستبدل اتجاهاتها عدة مرات، وأغلبها لن تصب في الاتجاه الذي يقف فيه ترامب، وكان هذا توقعنا قبل فترة، بأن البيت الأبيض بحاجة إلى رئيس غير بايدن وترامب، وقد ذهب أحدهما، ويبدو أن الآخر سيلحق به إذا استمر على أسلوبه!
المصدر: البيان