اشتهرت الولايات المتحدة بأنها دولة المهاجرين، باعتبارها أرض الفرص وتحقيق الأحلام للقادمين الجدد، فهي الدولة الأكبر في العالم التي تحتضنهم، حيث تستحوذ على 20% من عموم المهاجرين في العالم.
وقد وفر الاقتصاد الأول والأكبر عالمياً لأميركا القدرة على امتصاص هذا الكم الهائل من ملايين المهاجرين من القادمين الجدد.
هذا المناخ وفر لجميع الأعراق من جميع أنحاء العالم الفرص، وأوصل كثيراً منهم لرئاسة البيت الأبيض والوزارات، ومنهم الرئيس الحالي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، كما ساعد الكثيرين على إنشاء شركات أسست ودعمت فكرة العولمة، بعد أن احتلت الصدارة التكنولوجية والاقتصادية والفنية والعسكرية عالمياً.
وسط هذا الواقع، وصل ترامب لسدة الحكم، وبدلاً من أن يعزز هذه السياسة التي ساعدته وأسرته، وجعلت من أميركا دولة عظمى تسود العالم، شرع في معاداة المهاجرين، ليوقع في الـ27 من يناير الماضي على مرسوم قال إنه يهدف إلى منع وصول «الإرهابيين الإسلاميين» من سبع دول شرق أوسطية إلى أميركا، وذلك بعد أن وقع قبله بيومين قرارين تنفيذيين بشأن الأمن العام وأمن الحدود الأميركية، يقضي الأول ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، والآخر حول التطبيق الصارم لقوانين الهجرة، يتضمن خصوصاً تدابير ضد «مدن الملجأ» التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين.
تلك القرارات أشعلت حراكاً مجتمعياً وحقوقياً في عموم أميركا ضد ترامب.
هذا الحراك هدأ عقب حكم قاضية بمحكمة اتحادية في نيويورك بعدم ترحيل اللاجئين والمسافرين الذين وصلوا إلى المطارات الأميركية، وأوقف بموجبه قرار ترامب، الذي يعكف حالياً على قانون يلتف حول القرار القضائي، بعد أن شن حملة اتهامات على القضاء، واعتبره يهدد الأمن القومي بما اتخذه من وقف قراره.
ويبدو أن هذه المعركة ستطول وستأخذ أشكالاً عدة، خصوصاً أن الرئيس الجديد يتسم بالعناد، وجعل أزمة الهجرة قضيته.
المصدر: الإمارات اليوم