مدير تحرير صحيفة الجزيرة
الرئيس المصري محمد مرسي هو الأكثر شبهاً بوزير العمل عادل فقيه هذه الأيام، حتى ليبدو أحدهما رجع صدى للآخر أو امتداداً له، كأنهما يتواصلان عبر التليباثي فيتحركان سوية ويتراجعان في وقت متقارب ويتعاملان مع الخصوم والمعارضين برؤية متطابقة، مع اختلاف أن الأول خلفه جماعة تضغط عليه بينما يتحرك الثاني تلقائياً حسب ما هو ظاهر.
مع أن الأول إخواني صراحة والثاني يلبسه خصومه تهمة الليبرالية، إلا أنهما يتمتعان ببراعة خطابية وقدرة سردية طويلة وحضور مسرحي وبراعة في الإقناع مهما كان التباين حاداً، وإن كان فقيه يتمتع بابتسامة دائمة، بينما يغلب التقطيب على مرسي.
يشتركان في أنهما مثيران للجدل في قراراتهما وإجراءاتهما، وأن الخصومة ضدهما عنيفة وشرسة تطعن في أهليتهما وتطالب بعزلهما وتصفهما بالقمع والدكتاتورية.
يتسمان بقراراتهما المفاجئة المستفزة لفئات عريضة متصلة بنشاطهما، لكنهما غير متشددين في المحصلة النهائية؛ إذ سرعان ما يتراجعان عن قراراتهما أو بعضها إذا اشتد الخطر دون شعور بالحرج، وهي تراجعات طابعها المناورة، تستهدف، أساساً، تفكيك المعارضة وانقسامها للمضي قدماً في خطوات أخرى.
كلاهما يجافي خصومه ويبتعد عنهم بينما يسعى إلى حشد المناصرين والمؤيدين والالتقاء بالواقفين على الحياد لاستقطابهم، وتوظيف الإعلام لصالحه قدر الإمكان. وإذا كان فقيه لا يستطيع حشد متظاهرين في الشارع فإنه يسعى لجعل تويتر ميدان تحريره.
يبدوان صلبين وعنيدين ومصرين على تحقيق غايتيهما مهما تطلبت من التفافات ومناورات وشد وجذب. وإذا انسحبا من جبهة معينة فتحا جبهة أخرى جديدة، فهل ينجحان معاً أو يسقطان سوية؟ أم أن طريقهما سيفترق في لحظة ما فينتهي تشابههما عندها؟
المصدر: الشرق