تعكف مصر على تطوير خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، وذلك رداً على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بإخلاء غزة حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليها.

يتضمن المقترح إنشاء مناطق آمنة داخل غزة يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون بشكل مؤقت، بينما تقوم شركات مصرية ودولية بإزالة وإعادة تأهيل بنية القطاع التحتية، بحسب صحيفة الأهرام المصرية.

ويناقش المسؤولون المصريون الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين وكذلك مع الإمارات والسعودية وقطر، وفقا لمسؤولين مصريين ودبلوماسيين عرب وغربيين.

سبل تمويل الإعمار

وذكرت الصحيفة أن مصر تناقش أيضاً سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك عقد مؤتمر دولي بشأن إعادة إعمار غزة، بحسب أحد المسؤولين المصريين ودبلوماسي عربي.

وأوضحت الصحيفة المصرية أن الاقتراح يهدف إلى دحض منطق الرئيس الأمريكي ومواجهة أي رؤى أو خطط أخرى تهدف إلى تغيير التركيبة الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة.

وتقترب غزة من مرحلة حرجة مع اقتراب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المقرر أن تنتهي في أوائل مارس.

ومن الأمور المركزية في الاقتراح المصري إنشاء إدارة فلسطينية غير منحازة لحماس أو السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع والإشراف على جهود إعادة الإعمار، وفقا لمسؤولين مصريين مشاركين في هذه الجهود.

قوة شرطة

كما يدعو الاقتراح إلى تشكيل قوة شرطة فلسطينية مكونة بشكل رئيسي من رجال الشرطة السابقين التابعين للسلطة الفلسطينية الذين بقوا في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، مع تعزيزها بقوات مدربة من مصر والغرب.

وتدعو الخطة المصرية إلى إعادة إعمار القطاع على 3 مراحل تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات دون إخراج الفلسطينيين من غزة، بحسب المسؤولين المصريين.

وتحدد الخطة 3 «مناطق آمنة» داخل غزة لنقل الفلسطينيين خلال «فترة إنعاش مبكر» أولية مدتها 6 أشهر.

وسيجري تجهيز هذه المناطق بمنازل متنقلة وملاجئ، مع تدفق المساعدات الإنسانية.

وستشارك أكثر من 20 شركة مصرية ودولية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية التحتية للقطاع.

وقال المسؤولون إن إعادة الإعمار ستوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة.

وردا على سؤال بشأن إمكانية نشر قوة عربية في غزة قال مسؤول مصري ودبلوماسي عربي إن الدول العربية لن توافق إلا إذا كان هناك «مسار واضح» لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي دولة فلسطينية وأي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب في حكم غزة، رغم أنه لم يطرح أي بديل واضح، فيما قالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن السلطة في غزة.

المصدر: الخليج