أكدت تقارير متطابقة أن عشرات المحتجين احتشدوا لليوم الثاني على التوالي في إيران اليوم ، مردّدين هتافات مناهضة للسلطات في أعقاب إقرار «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، بعدما ظل لأيام ينفي مسؤوليته.
وكانت وسائل إعلام مرتبطة بالحكومة الإيرانية أفادت بخروج احتجاجات مساء السبت بعد قليل من إقرار الجيش بإسقاط الطائرة الأربعاء واعتذاره. وهتف محتجون احتشدوا في شارع أمام جامعة في طهران «يكذبون ويقولون إن عدونا أمريكا، عدونا هنا». وتجمع المحتجون في مدن أخرى أيضاً. وهتف الحشد بشعارات تندّد بـ«الكاذبين» مطالباً بملاحقة المسؤولين عن المأساة والذين حاولوا التغطية على الحادث، وفق قولهم، حسب ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وألقى قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أمس، كلمة أمام مجلس الشورى خلال جلسة مغلقة، تطرق فيها إلى اغتيال واشنطن الجنرال قاسم سليماني وردّ إيران على هذه العملية وتحطم الطائرة الأوكرانية في طهران.
وبحسب وكالة أنباء «إسنا» شبه الرسمية، أن سلامي شرح ردّ إيران على مقتل سليماني، الذي تمثّل بإطلاق صواريخ على قاعدتين في العراق تضمّان قوات أمريكية، كما تطرق إلى حادثة تحطّم طائرة ركاب أوكرانية بعيد الردّ الإيراني، وأقرّت إيران بإسقاطها السبت «عن طريق الخطأ» بواسطة صاروخ ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176.
وبحسب التلفزيون الحكومي، فرّقت الشرطة الإيرانية مساء السبت طلاباً كانوا يهتفون بشعارات «مناهضة للنظام» أثناء تجمع أقيم تكريماً لضحايا تحطم الطائرة ومعظمهم إيرانيون وكنديون بينهم من يحملون الجنسيتين. وكرّمت الصحف الإيرانية ضحايا كارثة الطائرة الأوكرانية. فعنونت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية «اعتذروا، استقيلوا». وكتبت صحيفة «إيران» الموالية للحكومة أن ما حدث «لا يُغتفر» ونشرت كل أسماء الضحايا.
من جهتها، ركّزت صحيفة «كيهان» في صفحتها الأولى على الأمر الذي وجّهه المرشد الأعلى علي خامنئي إلى القوات المسلّحة بمعالجة «التقصير» لتجنّب عدم تكرار مثل هذا الحادث. وكتبت صحيفة «ياوان» المقربة من الحرس الثوري «اعتذارات عميقة عن خطأ مؤلم».
وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن شهود أن شرطة مكافحة الشغب عزّزت وجودها في طهران أمس، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين في العاصمة ومدن أخرى، فيما ردد الكثيرون منهم شعار «الموت للديكتاتور» موجهين غضبهم إلى المرشد علي خامنئي.
وقالت صحيفة اعتماد الإيرانية المعتدلة في عنوان رئيسي «اعتذروا واستقيلوا»، مضيفة أن «مطلب الشعب» هو استقالة من هم وراء سوء إدارة أزمة الطائرة. وكتبت صحيفة أخرى معتدلة هي (جمهوري إسلامي) «يتعين إقالة الذين أخروا نشر السبب وراء تحطم الطائرة وأضروا بثقة الناس في المؤسسة الحاكمة أو أن يستقيلوا».
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على «تويتر»، مخاطباً المحتجين: «نتابع احتجاجاتكم عن كثب وشجاعتكم مصدر إلهام». وأضاف في تغريداته التي نشرها بالفارسية والإنجليزية «لا يمكن وقوع مذبحة أخرى للمحتجين السلميين ولا حجب الإنترنت. العالم يراقب».
واعتبر مسؤول أمريكي كبير السبت أنّ إسقاط إيران طائرة الركّاب كان «خطأ فادحاً». وقال «من المهمّ الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتخلى إيران عن طموحاتها غير المدروسة وأن تبدأ بالتصرّف كبلد طبيعي».
المصدر: البيان