تكثفت الاتصالات، أمس السبت، للخروج من المأزق الذي وقعت في مفاوضات الهدنة في غزة، ولإتمام جولة المحادثات المقررة في القاهرة اليوم، وسط مطالبات لحركة «حماس» وإسرائيل إلى إبداء «مرونة»، في وقت تحدثت فيه مصادر متطابقة عن «تفاهمات» جديدة بشأن العقبة الرئيسية المتعلقة بـ«محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر وتعديلات أمريكية جاءت في اللحظات الأخيرة لتجنب فشل هذه الجولة، فيما يزور وفد من «حماس» القاهرة دون المشاركة المباشرة في المحادثات، على خلاف غيابها عن مفاوضات الدوحة التي جرت منتصف أغسطس/آب، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن وفداً برئاسة رئيس الموساد سيتوجه اليوم إلى العاصمة المصرية للمشاركة في المفاوضات.
وبحث المشاركون في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مقترحات جديدة للتسوية في القاهرة، أمس السبت، سعياً إلى تقريب المواقف بين إسرائيل و«حماس»، وفق وكالة «رويترز».
وقال مصدران أمنيان مصريان إن وفداً من «حماس» وصل، أمس السبت، ليكون على مقربة من المحادثات لمراجعة أي مقترحات قد تتمخض عن المحادثات الرئيسية بين إسرائيل والدول التي تقوم بالوساطة وهي مصر وقطر والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحضر رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المحادثات.
وقال المصدران المصريان إن المقترحات الجديدة تتضمن حلولاً وسطاً للنقاط العالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة السكان إلى شمال غزة. لكن لا توجد أي مؤشرات على حدوث انفراجة في النقاط الشائكة الرئيسية مثل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين غزة ومصر. وتتهم «حماس»، إسرائيل، بالتراجع عن أمور كانت قد وافقت عليها سابقاً خلال المحادثات، وهو ما تنفيه إسرائيل. كما تقول الحركة إن الولايات المتحدة لا تتوسط بحسن نية.
وفي إسرائيل، دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار بشأن ما إذا كان يتعين أن تبقى القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر، بحسب مصدر مطلع على المحادثات.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة إن من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة المحادثات. وأضاف المسؤول: «حماس موجودة هناك للبحث مع الوسطاء نتيجة مباحثاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين وما إذا كان هناك ما يكفي للإشارة إلى وجود تغير في موقف نتنياهو إزاء التوصل إلى صفقة».
وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين، أمس، الرئيس الأمريكي جو بايدن بالضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل. وشددت عائلات الأسرى، خلال مؤتمر صحفي، على أن نتنياهو مستمر في إجهاض صفقة التبادل بسبب شروطه خاصة ما يتعلق بمحور فيلادلفيا الذي يشكل نقطة خلاف في المباحثات.
ولفتت إلى أن نتنياهو يعرقل الصفقة بشكل ممنهج ويتصرف وفق مصالح سياسية، قائلة للرئيس الأمريكي: «نتنياهو يخدعكم ويفعل عكس ما يقول ويجب ألاّ تثقوا به».
وقالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين إن هناك فرصة لإنقاذ أحبائهم، مضيفة أن مفاوضات القاهرة تعد فرصة أخيرة لهم، بعد فشل جولات عديدة من المفاوضات.
ويأتي ذلك، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً يتعلق ببعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووفقاً لمصادر الهيئة، فإن المقترح الأمريكي، الذي قالت إنه سيشكل الأساس لقمة اليوم الأحد في القاهرة، يتضمن تقليص عدد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (ممر صلاح الدين) الحدودي مع مصر بشكل ملحوظ، بحيث يبقى عدد قليل من نقاط المراقبة فقط. كما يشمل المقترح زيادة عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم من قبل حماس كل أسبوع من ثلاثة إلى أربعة.
وأضافت هيئة البث أن المقترح الأمريكي يتضمن تخفيضاً كبيراً في عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيكون لإسرائيل حق النقض على الإفراج عنهم. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مصر ستسلم المقترح لحركة «حماس». وأضافت أن مصر مارست ضغوطاً شديدة على الحركة للمشاركة في القمة.
من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، مساء أمس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني عباس عراقجي. وناقش الوزيران الأوضاع الإقليمية المتأزمة في ظل استمرار الحرب الجارية في غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأعرب عبدالعاطي، عن تطلع مصر للتوصل إلى اتفاق هدنة يتم بموجبه وقف إطلاق النار، وإنجاز صفقة تبادل الرهائن والأسرى، واتفق الوزيران على مواصلة التشاور لمتابعة مسار العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة، وتطورات الوضع الإقليمي. (وكالات)
المصدر: الخليج