رفع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جلسة مشاورات السلام المسائية أمس السبت، وعلق المشاورات المباشرة بين الوفدين لإجراء مشاورات ثنائية من قبل المبعوث لمحاولة الوصول إلى حل بعد تراجع وفد الحوثي وصالح عن التزاماتهم وعن الخطوات التي تم الاتفاق عليها في الأسبوع الماضي ووصول المشاورات لطريق مسدود.
وكانت الجلسة الصباحية المباشرة قد اختتمت دون حسم القضايا الخلافية أو التقريب بين وجهات نظر الطرفين، ما أدى إلى تعطل عقد جلسات عمل اللجان الثلاث المنبثقة عن الوفدين، حسب ما كان مقرراً. وأكدت مصادر مشاركة في المفاوضات أن تصلب مواقف الطرفين، وتمسك كل طرف بوجهة نظره، لا سيما موقف وفد الحوثي وصالح، لا يزال يعيق أي تقدم في المحادثات. وأفاد مصدر من داخل جلسة مشاورات الكويت بأن المبعوث الأممي اعلن عن تعليقه للمشاورات بعد اعتراضات جديدة لوفد الانقلابيين على جدول أعمال المشاورات ومحاولة طرح نقاط خارج الجدول تهدد بتعثر المشاورات مجدداً.
وكان وفد الحوثيين أعلن في الجلسة الصباحية أمس أمام المبعوث الأممي ولد الشيخ أنه لم يوافق على أسس المفاوضات وعلى جدول الأعمال وأنه يرفض مواصلة النقاش بحسب الجدول والرؤية التي قدمتها الأمم المتحدة. ورفض الخوض في أي تفاصيل في الشأن العسكري والأمني والإنساني، وأصر على مناقشة تشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال مصدر قريب من المحادثات إن أعضاء وفد الانقلابيين أكدوا أنهم حضروا إلى محادثات الكويت فقط من أجل تشكيل رئاسة وحكومة جديدة لليمن. ونقل المصدر عن حمزة الحوثي ومهدي المشاط، عضوي وفد الحوثي إلى المحادثات، تأكيدهما خلال المفاوضات أنه لا يمكن وقف إطلاق النار على تعز والبيضاء ومأرب إلا إذا توقف التحالف والقوات الحكومية عن قصف محافظتي شبوة وحضرموت.
وعلى الجانب السياسي، يطالب الوفد الحكومي بإعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، ثم إحياء العملية السياسية، بينما يرى الانقلابيون ضرورة توسيع المشاركة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي لجنة الأسرى والمعتقلين تظهر تباينات كثيرة حول الأسرى والمعتقلين وتقديم قوائم بالأسماء التي لدى كل طرف.
وطرح الوفد الحكومي تصوراً بتقسيم المعتقلين إلى 3 فئات: معتقلين سياسيين، ومخطوفين، وأسرى حرب، مطالباً بالأولوية لإطلاق المجموعتين الأولى والثانية، فيما يخضع أسرى الحرب للقانون الدولي. كما تواجه اللجنة الأمنية والعسكرية تحديات كبيرة مع استمرار الخروق في عدد من الجبهات، خاصة في تعز التي شهدت اشتباكات عنيفة، منها منطقة ثعبات ومناطق محيطة باللواء 35 غرب المدينة، كما تصدى رجال المقاومة والجيش الوطني لهجوم من المتمردين على مواقع المقاومة في الوازعية.
وسلم وفد الحكومة أمس قائمة أولية بأسماء السجناء والمعتقلين والمخفيين قسراً ووجه رسالة طالب فيها بالإفراج الفوري عن السجناء السياسيين والمختطفين والمعتقلين. وأكد الوفد الحكومي على أهمية تفعيل دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتباراً من الأسبوع الجاري.
ووجهت لجنة التهدئة والتواصل مساء أمس رسالة إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بخصوص انتهاء مهلة ال 72 ساعة التي حددتها الأمم المتحدة في قضية معسكر العمالقة دون تقديم أي تقرير من الميدان. وقالت اللجنة في رسالتها «إن التأخير غير مقبول». وقدمت مقترحاً بإرسال لجنتين ميدانيتين الأولى إلى مدينة تعز والثانية إلى معسكر العمالقة لمطالعة الوضع على الواقع في أسرع وقت ممكن وبتنسيق وإشراف الأمم المتحدة.
المصدر: الخليج