كاتبة إماراتية
خل الخوي يشعر معك باحترامه، ياخي لو إنك تِبْتِسِمْ بِتْخَسِرْ شي؟ ترى أبسط أشكال العطاء إبتسامه – حامد زيد
عندما تبتسم ستجد الطرف الآخر يبتسم لك تلقائيا، فيا لها من عدوى إيجابية ورائعة لأنها باختصار تنشر الارتياح وتبلسم الجراح. فهذه الابتسامة التي تأخذ حيزاً صغيراً من الوجه، باستطاعتها أن تأخذ حيزاً كبيراً من قلوب أغلب من حولنا.
الابتسامة جواز سفر لقلوب الآخرين فهي حياة وروح الإنسان وسر القبول والمحبة بين الناس، وهي لا تكلف شيئاً وتعود بالخير الكثير على صاحبه لأن ذكراها تبقى طويلاً. ستلاحظ مع مرور الوقت أن حب وتعلق بعض الناس بك بدأ بسبب ابتسامتك الصادقة وليس بسبب إنجازاتك ونجاحاتك الكبيرة.
توصل أحد العلماء الفرنسيين «بيار فاشيه» في أبحاثه إلى أن الابتسامة يمكنها أن توسّع الشرايين والأوردة، وتنشط الدورة الدموية، وتعمق التنفس، وتحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم ولها دور كبير في زيادة نشاط الذهن. قد يقول البعض ولكنها مجرد ابتسامة، نعم هي ابتسامة ولكن لديها مفعول السحر لأنها ليست فقط حركة في عضلات الوجه، وإنما تنبعث من مخزون نفسي سليم يغمره الحب والاهتمام الصادق لتصل إلى القلوب مباشرةً.
دخل أحد الرجال غرفة التبريد (الثلاجة) في مصنع الأسماك الذي يعمل به، ولم يخطر بباله بأنه سيتم إغلاق الباب عليه وهو بالداخل، ولأنه كان وقت انصراف الموظفين لم ينتبه إليه أحد وهو يصرخ ويركل الباب بقوة. مرت خمس ساعات على هذا الرجل وهو بالداخل وقبل أن يصل مرحلة التجمد دخل عليه أحد رجال الأمن لينقذه من الموت. تعجب أحدهم كيف لرجل الأمن أن يعرف بأن هذا الرجل في غرفة التبريد في وقت يتم فيه انصراف الجميع من العمل، فسأله «كيف عرفت بأنه في غرفة التبريد؟».
فأجابه أعمل في هذا المكان منذ خمس وثلاثين سنة وجميع الموظفين يدخلون ويخرجون من غير أن يلتفت إليّ أحد وكأنني غير موجود، ولكنه الوحيد الذي يستقبلني بابتسامة رائعة كل يوم بعبارة صباح الخير ويودعني بكلامٍ طيب، يحترمني ويشعرني دائماً بقيمتي لذا انتظرت خروجه ولم أجده فشعرت بأن شيئاً أصابه. لذا أخذت أبحث عنه في جميع أرجاء المصنع حتى عثرت عليه وهو في حالة مزرية. الابتسامة هي بالفعل أبسط أشكال العطاء التي قد لا يلقي لها الكثيرون بالاً ولكنها قد تكون المنجية.
الوجه المبتسم أجمل في عيون الناس وأكثر وجاهة، بينما الوجه العبوس المتجهم ينفر الناس لأنه يرسل إليهم رسائل سلبية تظهر الشخص صغيراً ومن غير قيمة.
من بعض الأمثلة الناجحة لأصحاب الهمم في دولة الإمارات العربية المتحدة اللذين لهما مستقر في الذاكرة وارفع لهما شخصياً القبعة لاحترامي الشديد لأثرهما الإيجابي على جميع من حولهم بسبب ابتسامتهم الصادقة هما الدكتور أحمد العمران والأستاذة كليثم المطروشي اللذان لم تؤثر إعاقتهما في الحفاظ على هذه الابتسامة الطيبة التي تفتح مغاليق القلوب.
المصدر: البيان