في كل دورة من دورات جائزة أبوظبي، تتجدد وتتعزز صور الحرص الكبير لقيادتنا الرشيدة على الاحتفاء بمن قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن الجميل المعطاء الذي يُفتدى بالأرواح، ويرخص لأجله كل غالٍ وثمين.
جائزة تتجسد معها قيم الوفاء للأوفياء الذين يستحقون الشكر والتقدير والامتنان لما قدموا من ومواطنين أو مقيمين، نماذج بمثابة «قناديل مضيئة» على درب العطاء الذي يهدف إلى خير وسعادة الإنسان. وهي قيم غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
يوم الاثنين الماضي وفي «البرزة» العامرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كرم سموه ثلة من فرسان العطاء، يتقدمهم رفيق درب المؤسس الشيخ مبارك بن قران المنصوري «ناقل التاريخ وسيرة ومواقف دولة الإمارات» عبر مراحل وحقب مختلفة. ومعه فرسان معطاءون في ميادين متنوعة من العلوم والطب والإعلام والاهتمام بأصحاب الهمم، وتصب جميعاً في خدمة المجتمع، وإبراز روح العطاء التي تميز إمارات المحبة والعطاء.
كإعلامي شعرت بأن تكريم أستاذنا الجليل إبراهيم العابد هو تكريم لكل إعلامي في الإمارات، وتكريم لدور ورسالة الإعلام، وعلى امتداد العقود الأربعة الماضية كان الرجل في مفاصل مهمة من مكونات الإعلام الإماراتي، وبالذات في مراحل التأسيس الأولى مع رجالات الرعيل الأول، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الله النويس أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، وعلي شمو.
ومنذ أن عرفت الأستاذ إبراهيم العابد عندما تولى تأسيس وكالة أنباء الإمارات في منتصف سبعينيات القرن الماضي في شقة متواضعة بشارع الشيخ راشد بن سعيد (المطار)، قبالة مسجد سلطان بن زايد الأول، وكذلك عند وضع لبنات الإعلام الخارجي في تلك الحقبة أيضاً، عرفناه أباً وأخاً كبيراً للجميع بتواضعه ودماثة خلقه وغزارة علمه ومعلوماته، ولم يكن يبخل بها على الجميع ولا عندما يقتضي الموقف النصح والتوجيه من دون فرض رأيه على أحد حتى غدا مرجعاً للجميع. ومعه بلغت وكالة أنباء الإمارات والإعلام الخارجي شأناً رفيعاً بدعم من القيادة الرشيدة حتى سلم الراية لجيل جديد في موقع المسؤولية، يواصلون الرسالة والأمانة لإيصال صوت الإمارات ورسالتها الإعلامية في الداخل والخارج، بما يعبر عن رؤية قيادتنا الرشيدة والمكانة الإقليمية والدولية التي تحققت لبلاد زايد الخير، فهنيئاً للمكرمين تكريم الكرام.
المصدر: الاتحاد