شهدت الكويت أمس تحركات دبلوماسية حثيثة لإنقاذ مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، رغم الأجواء السلبية التي خلفتها تصريحات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بأن المفاوضات «مضيعة للوقت»، بينما بدت في الأفق آفاق للحل مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الكويت لدفع وتيرة المفاوضات إلى الأمام.
وكشفت مصادر مطلعة أن وفد الانقلابيين رفض بعض خطوات «خريطة الطريق» الأممية وجدد رغبته في إجراء تعديل على المراحل وترتيب الأولويات مع الإصرار على رفض شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو الأمر الذي رفضه وفد الحكومة برئاسة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مجرد مناقشته، موضحة أنه جرى الاتفاق على تحرير المفاوضات من ضغط عنصر الوقت والتوجه إلى تمديدها لمدة شهرين «لأن إطالة أمد التفاوض أفضل من إعلان فشل المفاوضات والذي يعني الدخول إلى المجهول»، وأوضحت أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أجرى مفاوضات منفصلة مع الطرفين لإدخال تعديلات جوهرية على خريطة الطريق «كي تصبح مقبولة وقابلة للتطبيق»، معربة عن أملها أن تسفر تلك المشاورات عن بلورة الشكل النهائي لخريطة الطريق.
وأعرب بان كي مون عن قلقه البالغ ازاء الوضع في اليمن، مطالبا الأطراف المعنية بالعمل بجدية مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل بأقرب وقت ممكن إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
وشدد بان، في كلمة ألقاها خلال ترؤسه أمس الأحد جلسة مع الأطراف اليمنية، على ضرورة إقرار خريطة طريق للمبادئ وكذلك الالتزام بوقف الأعمال القتالية من أجل ترجمة التقدم المحرز حتى الآن.
كما حث الوفدين المتفاوضـــين علــــى تجــــنب تأزيـــم الوضـــع والعمــــل بمســؤوليــــة ومرونة مـن أجل الوصول إلى حل شامل ينهي النزاع.
وشدد على أن موقف المجتمع الدولي إزاء النزاع في اليمن «واضح» ويدعو إلى ضرورة وقف هذا النزاع والعودة إلى مسار الانتقال السياسي والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتحدث الأمين العام عن الوضع السائد في اليمن، مشيراً إلى هناك نقصا حادا في المواد الغذائية، فيما يواجه الاقتصاد وضعا خطرا.
وقـــال انه علـــى الرغــم من اتفــاق وقـــف الأعمــال القتـــالية فــإن عــدة انتهـــاكات تخللته ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتفاقم معانـــاة الشــعب اليــمني ولا سيما الأطفال.
وذكر «لقد أتيت للتو من هافانا حيث شهدت اتفاق حكومة كولومبيا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (الفارك) لوضع سلاحهم جانبا وإفساح المجال للسلام»، موضحاً أن الاتفاق أوقف نزاعا طويل الأمد وأودى بحياة الآلاف من الأرواح بعد ان كان السلام حلما مستحيلا. وقال إن «الاتفاق الذي تم الأسبوع الماضي برهن على عزيمة أولئك الذين يعملون من اجل انهاء النزاعات المسلحة في شتى أنحاء العالم عبر البحث الصبور عن سبل التسوية وليس عبر تدمير الخصوم».
وأعرب بان كي مون عن تفاؤله بالإفراج عن السجناء والمعتقلين في الآونة الأخيرة مطالبا الأطراف اليمنية بالإفراج عن جميع السجناء بمن فيهم السجناء السياسيون والصحفيون وناشطو المجتمع المدني وآخرون كبادرة لحسن النوايا وذلك قبل حلول عيد الفطر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل إلى الكويت مساء أمس الأول في مستهل جولة إقليمية والتقى أمس أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، والشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. وبحث خلال اللقاءات آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى تطورات مشاورات السلام اليمنية بشأن الحل السياسي للنزاع الدائر في اليمن ومحاولة إنهاء الأزمة بالوسائل السلمية وصولا للحل التوافقي الذي يحقق الأمن والاستقرار لليمن.
المصدر: الخليج