أطلقت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالتعاون مع غرفة التجارة الكازاخستانية البريطانية وسفارة جمهورية كازاخستان في دولة الإمارات، صباح أمس، النسخة العربية من كاتب «لا أريد أن أفقد الأمل» للكاتب الكازاخستاني الشهير نعمات كيليمبيتوف.
وذلك في حفل خاص بمركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي، بحضور نجل الكاتب خيرات كيليمبيتوف، محافظ المصرف المركزي في كازاخستان، وخيرات لاماشريف سفير جمهورية كازاخستان في الإمارات، والشاعر الإماراتي أحمد محمد عبيد، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وجمع من الإعلاميين والمثقفين.
جاءت الكلمة الترحيبية التي قدمها عبدالله ماجد آل علي مدير إدارة المكتبات في الهيئة قائلاً: «يعد الكتاب ملحمة عن البطولة والحكمة، وقد صنف بأنه أحد إبداعات الأدب الكازاخي الحديث، حيث استطاع المؤلف أن يحول معاناته الشخصية مع الشلل الذي أصابه في شبابه إلى عمل إبداعي قيم، يصور إرادة الإنسان العظيمة مقابل الظروف القاسية، إن الكتاب يحمل رسائل عميقة للتمسك بالأمل وعدم الاستسلام، وهي قيم روحية نرى أنها مهمة لتحفيز إرادة الإنسان في كل مكان».
قدمت الحفل الإعلامية شيرين متولي بقراءة من الفصل التاسع بعنوان «الوقت لا يعود»: «ما هو الوقت ياجوخا. إننا لا نهتم دائما بهذه الظاهرة الغريبة والغامضة. أحيانا يسير الوقت ببطء السلحفاة، وأخرى بسرعة حصان عربي».
وتابعت شيرين القراءة: «ما هو الوقت؟» سألت نفسي كثيرا هذا السؤال، وأطلقت لخيالي العنان، وسألت آخرين، لأجد الإجابة عن سؤال أبدي. كل يفهم الوقت بطريقته. «الوقت.. أحد أشكال الوجود المادي».
وقدم أحمد محمد عبيد الباحث في دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قراءة خاصة في الكتاب، قائلا: «إن المؤلف نعمات كليمبيتوف ومن خلال بطل الرواية – يارجان – يتحدث عن نفسه وسيرته الذاتية وقصته مع المرض العضال الذي أصيب به، وأقعده عن الحركة، لكن عزيمته لم تهن أبدا رغم أنه ظل في صراع نفسي طوال سنوات.. حفلت الرواية بالشخوص المتعددة التي صور الكاتب نفسياتها المليئة بالتضحية والإيثار والتحمل والقوة ورباطة الجأش، وشخصيات أخرى مليئة بالجشع واللامبالاة أو القسوة».
كما قرأ الشاعر الكويتي طلال الراشد الفصل التاسع من الرواية والذي يحمل عنوان «الوقت لا يعود». ويضم الكتاب في نسخته العربية روايتين للكاتب هما: «لا أريد أن أفقد الأمل» و»رسائل إلى ابني». ويعد الكتاب ملحمة عن البطولة والحكمة كتبها كيليمبيتوف عام 1981 ونشرت باللغتين الروسية والكازاخية من وحي حياته، حيث أصيب بالشلل في يديه ورجليه نتيجة عملية غير موفقة في الأعصاب وهو في الخامسة والثلاثين من العمر، ويرى أزيلخان نورشايسكوف، كاتب الشعب في كازاخستان أن «القيمة الحقيقية لإبداع نعمات كيليمبيتوف الرائع تكمن في تصوير الانتصار العظيم على القدر القاسي».
وفي تصريح لـ «الاتحاد» قال عبدالله ماجد آل علي: «إن صدور النسخة العربية من الكتاب بدعم من الهيئة يعد خطوة تكميلية للدور الثقافي الذي تقوم به دار الكتب الوطنية، فبالإضافة إلى دعمنا للكتاب الإماراتي والمؤلف الشاب، فإننا أيضا نشجع نشر ترجمات الأدب العالمي إلى اللغة العربية بما يمكن القارئ العربي من تكوين تصور مفتوح عن الآخر، وهي خطوات تدفعنا إلى المزيد من الحوار مع الحضارات الأخرى».
من جهته، قال خيرات كيليمبيتوف، نجل المؤلف: «يشرفني أن أكون بينكم اليوم لأقدم أحد مؤلفات والدي، والذي كان سيشعر بالفخر حتما لو كان بيننا، لقد رحل والدي بعد صراع طويل مع مرض عضال، إلا أنه ظل مغمورا بالأمل طوال الحياة التي خلقها لنفسه، فهو لم يستسلم رغم أعراض المرض الرهيبة التي جعلته طريح الفراش معظم الوقت، فقد تعلم أن المحبة والأمل والحياة العائلية لها قيمة عظيمة». وفي ختام الحفل قام كيليمبيتوف بتوقيع نسخ من الكتاب وأهداها للحضور متمنيا أن يستمتعوا بهذا المؤلف الهام.
المصدر: فاطمة عطفة – الإتحاد