بعض الجهات تعلن قرارات في أمورٍ تدخل في نطاق اختصاصها تثير الجدل، بينما يمكن معالجتها دون التشويش والارتباك الذي تتسبب فيه. والمثال أمامنا قرار وزارة التربية والتعليم وقف المصادقة على شهادات خريجي أربع جامعات محلية خاصة.
عممت الوزارة الأربعاء الماضي على جميع مديري مراكز إسعاد المتعاملين التابعة لها بإيقاف تصديق الشهادات الصادرة عن مؤسسات التعليم العالي الأربع الخاصة، وهي جامعة الحصن، وجامعة العلوم الحديثة، وكلية الشيخ مكتوم بن حمدان الجامعية لطب الأسنان، وجامعة الجزيرة.
وأكدت الوزارة في تعميمها «ضرورة التزام كافة العاملين في المراكز بتعليق إجراءات تصديق الشهادات حتى إشعار آخر»، بينما أوضحت، من خلال حسابها على موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، أن «قرار تعليق الشهادات يأتي تمهيداً للتأكد من المستندات كافة وقاعدة بيانات الجامعات التي وردت في التعميم».
القرار أثار استياء واستغراب أولياء الأمور والطلاب على حد سواء، ليس لأنه جاء متأخراً – فبعض هذه المؤسسات أغلقت أبوابها في وجه استقبال طلاب جدد منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وسرحت من كان يدرس فيها- ولكن أمام التساؤل الكبير الذي طرح نفسه «أين كانت الوزارة طيلة كل تلك السنوات حتى تتأكد اليوم وبعد مرور الفترة الزمنية الطويلة من «المستندات كافة وقاعدة بيانات الجامعات»؟ خاصة أن أولياء الأمور وأبناءهم لم يتوجهوا للدراسة في هذه المؤسسات إلا بعد أن تأكدوا أنها «معتمدة» ضمن قوائم الجامعات والكليات المرخص لها بالعمل في الدولة والمعتمدة برامجها ومساقاتها الأكاديمية.
من خريجي هذه الجامعات من التحق بالخدمة وسوق العمل ومنهم من ينتظر، وهناك آخرون عادوا إلى أوطانهم الأصلية أو نجحوا في الحصول على فرصة عمل في بلدان أخرى، وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، وهم يرون ثمرة جهدهم محل تشكيك، ناهيك عن الأموال التي صرفها أولياء أمورهم لتحقيق حلمهم باستكمال دراساتهم الجامعية والعليا. كل ذلك يتبدد وتنهار الصورة الوردية بسبب موظفين لم يؤدوا واجبهم الوظيفي كما ينبغي ويتابعوا المطلوب منهم والأمانة الكبيرة الموضوعة بين أيديهم.
الوزارة مدعوة لبث الطمأنينة ليس في قلوب الطلاب والخريجين المتأثرين بالقرار فحسب، وإنما في ميدان التعليم الجامعي الخاص، لا سيما أن الإمارات أصبحت وجهة مفضلة للتعليم الجامعي، وتستقبل آلاف الطلاب من مختلف بلدان العالم، الذين يفضلون الدراسة والإقامة فيها. وبانتظار «الإشعار الآخر»، تمنياتنا للجميع بالتوفيق.
المصدر: الاتحاد