كاتب سعودي
مهما كانت صورة جثة الطفل السوري التي ألقاها البحر على شواطئ اللجوء صادمة ومحزنة وصانعة للاكتئاب فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من سوريا، منذ سنوات ونحن نشاهد الصور المؤلمة التي تلخص كل واحدة منها المأساة السورية التاريخية من زوايا مختلفة، موت لمختلف الأشكال، تشريد في كل الاتجاهات.. الأحياء لا يجدون خيمة تؤويهم والأموات لا يجدون قبرا يكفيهم وسط عجز عربي وخذلان دولي سافر.
قد تكون الميزة الأهم في صورة الطفل الغريق أنها لخصت لنا مستقبل سوريا الأسود بل ومستقبل الأمة العربية كلها، طفل غريق على شاطئ غريب!.
**
بفضل طغاة العرب تشرد الملايين من بني يعرب في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا وحتى شرق آسيا، امتلأت بهم قوارب المهربين في مختلف البحار، تكدسوا أمام نقاط الحدود بحثا عن اللحظة التي تنتهي فيها رحلة الهروب، واليوم حين تمر في أي مدينة غربية أو أمريكية تستطيع أن تتبين لكنتهم رغم أمواج الرطانة كما تستطيع أن تتبين سحنتهم من بين جميع الألوان.
هؤلاء هم العرب المشردون الذين قد يفوق عددهم في يوم ما العرب جميعا عاربها ومستعربها والذين هربوا من هذا الجحيم الذي يسمى العالم العربي.. ومن المخيف حقا أن يكونوا في يوم من الأيام مجرد سلالة مبعثرة في أنحاء العالم تعود الى أمة منقرضة أكلت نفسها بنفسها!.
**
قامت دول مجلس التعاون بجهود مهمة لمساعدة اللاجئين السوريين وهذا واجب عليها طبعا، وسوف يكون من المفيد جدا لو تبنت دول مجلس التعاون الخليجي برنامجا موحدا لمساعدة اللاجئين السوريين وقد تشترك فيه مع الاتحاد الأوروبي فيكون برنامجا شاملا وقادرا على استيعاب المأساة التي تجاوزت قدرة الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة عكاظ