كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
لم تفلح أفلام “نعال جندي” و”نافذة ليلى” و”نكرة” وغيرها في حصول السعودية على أي جائزة في مهرجان الخليج السينمائي الخامس الذي اختتم في دبي الأسبوع الماضي، إذ ذهبت الجوائز إلى الدول الأخرى، ما يثير الكثير من التساؤلات حول صناعة السينما في السعودية التي بدأت تنمو في السنوات الأخيرة.. لكنْ على ما يبدو أن نموها أوصلها لمرحلة المنافسة وليس الفوز.
السينما العراقية التي سيطرت على الجوائز عادت إلى الواجهة لتؤكد أن تاريخها السينمائي الذي بدأ مطلع القرن العشرين له دوره في استمراريتها وتعافيها بعد الظروف التي مرت عليها في العقود الأخيرة.. عقود الحرب والحصار والاحتلال..
ولذلك ليس مستغربا أن ينال فيلم “حلبجة” الجائزة الكبرى نظرا لكونه يتحدث عن قضية إنسانية من جهة، ولكون العراق يمتلك الخبرات والإمكانات التي تقوده إلى الفوز على المستوى الخليجي من جهة أخرى.. فالدول المشاركة بدأت بعده في هذا المجال، ومنها التي ما زالت تترسم الخطى في تجاربها المبشرة كتلك التي في السعودية على سبيل المثال.
فالسينمائيون يعملون في ظل غياب تام لدور العرض، وممانعة من قبل بعض الفئات.. ومع ذلك فهم يحاولون ويشاركون في المهرجانات بحسب قدراتهم التي ربما يحتاج الكثير منها إلى رعاية وصقل وتدريب ودراسة لتكتمل الحالة عبر تداخل الموهبة بالتعليم.. وأحسب أن قيام جهة رسمية كوزارة الثقافة والإعلام بتبني مشروع يعنى بالموهوبين في مجالات صناعة السينما وإيفادهم إلى الدول المتقدمة في دورات تدريبية، لا بد أن يثمر في الغد القريب عن أعمال تحقق الحضور في الداخل والخارج بما يقدم صورة إيجابية عن الإنسان والمكان..
ومن غير ذكر أسماء، هناك شباب يعملون بإخلاص لـ”الفن السابع” في السعودية، منهم من شاركوا بمهرجانات ونالوا بعض الجوائز برغم أنهم اعتمدوا على قدراتهم الخاصة وجهودهم الشخصية.. وقليل من الاهتمام بهؤلاء وغيرهم يمنح الدولة فيما بعد حضورا متميزا في المهرجانات الكبيرة التي تحتفي بالمنجز السينمائي الحقيقي. وربما على السينمائيين السعوديين أن يعملوا بجد لمرحلة مقبلة، أقل ما فيها السعي لتأسيس جمعية لهم أسوة بغيرهم لعلها تساهم في لمّ شملهم ووضع بنية لما يجب أن يكون عليه المستقبل.
الوطن أون لاين (2012-04-25)