عقدت وزارة التربية والتعليم إحاطة إعلامية مؤخراً تحدثت فيها معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، وقيادات الوزارة، عن الاستعدادات المكثفة للوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتعديلات الجديدة في هذا المجال، والتي تناولتها وسائل الإعلام المحلية بإسهاب، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي، وسنعود إليها واستعراضها في وقفات مقبلة، ولكننا نود الإشارة والتوقف أمام جهد استثنائي تقوم به مؤسساتنا الخيرية، وفي مقدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الإنسانية، وخليفة بن زايد الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها، من أجل الطلاب محدودي الدخل، ومن أبناء الأسر المتعففة، وحتى لا يتخلف أحد منها عن ركب التعليم، انطلاقاً من قيم الخير، ومساعدة الآخرين التي جُبل عليها مجتمع الإمارات.
لقد طرحت العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية برامج خاصة لمساعدة هؤلاء الطلاب وأسرهم، بدعم كبير من الدولة والشركات الكبيرة والبنوك وفاعلي الخير. كما تفاعلت الجامعات والمؤسسات الخاصة بدورها مع هذه المبادرات، تحقيقاً للأهداف الإنسانية السامية لها.
وتتنوع المبادرات والبرامج الموجهة لدعم الطلبة المعسرين من أبناء الأسر المتعففة بين الدعم المالي المباشر، والمنح الدراسية، والمساعدات العينية، بالإضافة إلى تقديم الإرشاد الأكاديمي والدعم النفسي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تقدم جامعتا الإمارات وزايد، وغيرها من الجامعات المحلية، وبرنامج محمد بن راشد للمنح الدراسية، العديد من البرامج التي تهدف إلى تخفيف العبء المالي عن الطلبة المتفوقين والمعسرين على حد سواء.
وهناك مبادرات أخرى لتقديم المساعدات العينية مثل، توفير الأجهزة الإلكترونية، والكتب الدراسية مجاناً للطلبة الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها، ما يساهم في ضمان حصول هؤلاء الطلبة على ما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح الدراسي والأكاديمي.
مبادرات إنسانية وخيرية تعكس إلى جانب قيم الخير المتأصلة في مجتمعنا رؤية إماراتية بأن الاستثمار في التعليم يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز تنافسية الإمارات عالمياً، ناهيك عن الإسهام في خلق بيئة تعليمية محفزة ومشجعة، وبناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار.
تحية لكل هذه الجهود والمبادرات الإنسانية، ولكل جهة تعمل عليها، وتشارك فيها، وكل ما نتمنى تفاعل الجميع معها، لأن الغاية نبيلة، والهدف أنبل وأسمى، للوقوف إلى جانب طالب أو طالبة، ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم في الدراسة والعلم والتفوق، لمساعدة أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، فمساعدة وكفالة طالب العلم أجرها كبير عند الله، وأثرها عظيم في بناء الإنسان.
المصدر: الاتحاد