رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
أحترم ذلك الرأي، الذي يرى ضرورة عرض الإنجازات الحكومية لدوائر حكومة دبي في معرضٍ سنوي كبير، وأحترم وجهة نظرهم القائمة على أهمية وجود هذا المعرض الحكومي المطعّم بمشاركات حكومية من خارج الدولة، لعرض أهم المنجزات، التي حققتها الدوائر في مجال الخدمات الإلكترونية والذكية.
لا خلاف في ذلك، لكن إن كان هناك خلاف، فالأمر يرجع إلى وجود ازدواجية وتشابه كبير، بين هذا المعرض ومعارض أخرى تشارك فيها الدوائر الحكومية في دبي أيضاً، وبالأفكار والخدمات ذاتها تقريباً، كمعرض «جيتكس» الشهير، الذي يضم قاعة كبيرة مخصصة لعرض الإنجازات التقنية الحكومية، وتشارك فيها الدوائر ذاتها المشاركة في معرض الإنجازات، وهذه الازدواجية، بلاشك، تعني خسائر مالية مباشرة، تتكبدها الدوائر من خلال بناء وتشييد الأجنحة وتشغيلها لمدة ثلاثة أيام، وخسائر أخرى غير مباشرة، بسبب وجود المديرين، وعدد كبير من الموظفين، خارج مقار دوائرهم، طوال فترة المعرضين!
التكرار هُنا لن يكون مفيداً على الإطلاق، وما تعرضه الدوائر في معرض الإنجازات، سبق أن عرضته في «جيتكس»، أو ستعرضه لاحقاً، والعكس أيضاً صحيح، فلا جديد يعرض بين المعرضين، ما يعني ضرورة اتخاذ قرار بالمفاضلة بين المعرضين، والإبقاء على مشاركة واحدة للدوائر المحلية، فإما أن تكون جزءاً من «جيتكس»، أو تكون ضمن معرض الإنجازات الخاص بها وحدها!
الأموال المنفقة لمشاركة الدوائر كافة مجتمعة في المعرضين ليست قليلة، خصوصاً أن هناك دوائر تبالغ في حجم الجناح المخصص لها، وحجم المعروضات فيه، ولو تم جمع كُلفة مشاركة جميع الدوائر المحلية في معرض «جيتكس» ومعرض الإنجازات معاً، فلاشك إطلاقاً في أننا نتحدث عن عشرات الملايين، ولاشك في أن هناك مليون طريقة لتحفيز الموظفين وتشجيعهم، وتطوير الأعمال والخدمات في الدوائر بهذه الملايين، أفضل بكثير من صرفها على المشاركة في المعارض، خصوصاً أن هناك ضغطاً واضحاً على المصروفات في جميع الدوائر المحلية!
نحتاج الآن إلى إيقاف هذا الصرف، ونحتاج إلى أن تجلس الدوائر لتختار وتقرر، في أيِّ المعرضين تجد نفسها، وأي المعرضين أكثر فاعلية، وأكثر فائدة، وأن تُحدد الفائدة الحقيقية من المشاركة، وكيفية حجم وشكل المشاركة المفيدة دون مبالغة، وأن تضع سقفاً مقبولاً لشكل المشاركة وحجمها، فليس المهم بناء جناح أقرب للفيلا السكنية، بل المهم عرض الأفكار والمنجزات بأسلوب عملي مبسط.. يوصل المعلومة، ويُفيد المتلقي!
المصدر: الإمارات اليوم