جيل الفشل

آراء

العالم المصري، فاروق الباز، لفت أنظار حضور منتدى الإعلام العربي -الذي اختتمت للتو فعالياته في دبي- بجرأته وواقعيته وهو يعترف أنه ينتمي لجيل الفشل. قال إن جيله فشل فشلاً ذريعاً وأن الأمل في جيل الشباب الراهن. ولم يقبل فاروق الباز ببعض الأعذار التي يمكن أن تُلتمس لجيله كدور الاستعمار في تخلف الأمة وانتشار الأمية وقتها إلى آخر قائمة الأعذار.

قارن الباز بين حال الأمة أيام شبابه وحالها اليوم. ويا لها من نتيجة مؤسفة. فالتخلف الاقتصادي والتراجع التنموي وانتشار الجهل بكل ألوانه وأشكاله عناوين عريضة لراهن العالم العربي. الغريب أن يأتي هذا الاعتراف من رجل ناجح كان لكثيرين من أبناء جيلي ملهماً نحو العمل والاكتشاف.

في ظني أن أبرز أسباب تخلف العالم العربي عن ركب النهضة الإنسانية المعاصرة هو تجاهل التنمية. تنمية الإنسان، من التعليم والصحة والبنى التحتية، أُغفلت في ظل الصراعات على السلطة. والسلطة عندنا قرينة التسلط و التملك و الاحتكار. وهي في العالم المتقدم تسمى «إدارة». أي أن وظيفتها الرئيسة إدارة شؤون البلد ومتى ما انتهى دورها جاءت «إدارة» جديدة وكان الله غفوراً رحيماً!

أُغفل الإنسان -الفرد- وسط ضجيج الصراعات على السلطة. دُمر الإنسان -الفرد- بعد هيمنة الثقافة -المؤدلجة- التي تقمع الفرد إن فكر خارج صندوق المألوف أو تجرأ وتكلم في الممنوع.

تراجعت التنمية لأن من خطط للمشروعات التنموية -في البدايات- كانت شخصيات غلّبت الهم الأمني على التنموي، و جاءت بالأقل كفاءة في معادلة «الولاء قبل التأهيل»! وهكذا زاد التخلف لنصل إلى الحقيقة التي لا يعترف بها إلا قلة مؤهلة من أمثال فاروق الباز: فشل صارخ!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٥٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (١١-٠٥-٢٠١٢)